مقياس جديد يصنف جميع البشر من حيث الثروة.. ما فئتك؟

في عصر أصبح فيه عدم المساواة في الدخل هي القضية العالمية التي تشغل الاقتصاديين والساسة والعامة، ربما من المقبول إعادة تعريف الثروة، خاصة بعدما بلغ التفاوت درجة عظيمة حتى بين الأغنياء أنفسهم.
 

لم يعد من المنطقي الحديث عن الأغنياء كما لو أنهم على درجة متساوية من الثراء، مثلا كلمة مليونير قد لا تكون معبرة عند إطلاقها على شخص يمتلك ثروة تبلغ مليوناً أو بضعة ملايين، في نفس الوقت الذي تستخدم فيه لوصف الشخص الذي يقف على أعتاب نادي المليار (يمتلك أقل من المليار ببضعة ملايين).

إعادة تصنيف الأشخاص من حيث الثروة، ربما يعطي صورة أوضح عن مكانة ووضع كل إنسان من فائقي الثراء وحتى أولئك المعدمين، وهو ما سعت إليه مجلة "بزنس ويك" التابعة لـ"بلومبيرغ" من خلال طرحها مقياسًا جديدة للثروة.

ويعطي هذا المقياس لمحة عن الفجوة الآخذة في التزايد في الدخل، والتي وصلت في الولايات المتحدة على سبيل المثال، إلى أعلى مستوياتها في أكثر من نصف قرن خلال العام الماضي، حيث ظل الأثرياء هم أكثر المستفيدين من دورة التوسع الاقتصادي الممتدة.

كيف يعمل المقياس الجديد؟
 

- لحل مشكلة دقة التصنيف، أطلقت "بزنس ويك" مقياس القيمة الصافية للثروة استنادًا إلى مفهوم الكتابة العلمية، أو الأس العشري، ووفقًا له يساوي العدد مليون 10 مرفوعة للأس 6، لذلك فهذا التصنيف يعطي المليونير العادي قوة من 6 نقاط.
 

- وفقًا للمقياس يتم تصنيف الناس على مؤشر من سالب 2 إلى 11 نقطة، وفي حين جاء المليارديران "جيف بيزوس" و"بيل غيتس" (وحدهما) في أعلى مرتبة، حيث حصل كل منهما على 11 نقطة، حل أولئك الذين يمتلكون دولاراً واحداً أو أقل في ذيل الترتيب.
 

- الأشخاص الذين يمتلكون ثروة صافية قيمتها دولار واحد حصلوا على صفر، في حين أن أولئك الذين يمتلكون 1 على عشرة من الدولار (عشرة سنتات) حصلوا على سالب نقطة واحدة.
 

- من الناحية الفنية، لا يمكن تصنيف أي شخص لديه التزامات تتجاوز الأصول على هذا المقياس، لأنه لا يوجد شيء اسمه لوغاريتم سالب، لكن من أجل التبسيط، أضافت "بزنس ويك" تصنيفين دون الصفر.
 

- تشير الفئة الحاصلة على سالب نقطتين إلى الأشخاص الذين يمتلكون ثروة تتراوح بين سنت وتسعة سنتات (أو بمعنى آخر، أولئك الذين لا يمتلكون شيئًا).

- لم تكن فجوة الثروة التي كشف عنها المقياس مفاجأة، فعلى سبيل المثال قال مكتب الإحصاءات الأمريكي أواخر سبتمبر، إن مؤشره الرئيسي لقياس فجوة الثروة بين الأمريكيين "جيني" ارتفع إلى 0.485 نقطة خلال العام الماضي من 0.482 نقطة في 2017، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1967.
 

- في الواقع، كانت ثروة أغنى 26 فردًا في العالم خلال عام 2018، تعادل نفس مقدار الثروة التي يتمتع بها النصف الأفقر من سكان الأرض (3.8 مليار شخص)، وفقًا لتقرير منظمة "أوكسفام".
 

- خلال الفترة نفسها، زادت ثروة المليارديرات في العالم بمقدار 900 مليار دولار (2.5 مليار دولار يوميًا)، في حين أن ثروة النصف الأفقر من الناس انخفضت بنسبة 11%، حتى إن الأثرياء أنفسهم باتوا ينتقدون هذا التفاوت.
 

- قال مؤسس "فيسبوك"، الملياردير "مارك زوكربيرج" والمصنف ضمن الفئة "10": ليس لدي فكرة عن الحد الأقصى الذي ينبغي تحديده لثروة الأشخاص، لكن أعتقد أنه عند مستوى ما لا ينبغي أن يمتلك المرء هذا القدر الهائل من المال.

تقديرات تقريبية
 

- كما يظهر الجدول السابق، فإن أفقر الفقراء في الفئة "سالب 2" يبعدون نحو 13 درجة عن "بيزوس" و"غيتس"، لكنها ليست كدرجات السلم، فالانتقال من فئة لأخرى ربما يستغرق سنوات طويلة، وربما بعد مدة بسيطة من تأسيس نشاط تجاري وطرحه في البورصة، لكنه ليس بهين.
 

- تقدير عدد الأشخاص في كل فئة من فئات المقياس الجديد، جاء مستمدًا من بيانات مؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات، وذلك فقط للفئات من 9 إلى 11، علمًا بأنها تظل أعدادًا تقريبية.
 

- على سبيل المثال تشير بيانات "بلومبيرغ" إلى وجود 2800 ملياردير حول العالم، في حين يقول بنك "كريدي سويس" إنهم 1600 فقط، أما تقديرات المجموعات الأقل ثراءً فكانت أسهل على حد وصف المجلة.
 

- لا يتطرق مصرف "كريدي سويس" إلى تصنيف الأشخاص دون الفئة "3" التي تبلغ ثروة الشخص فيها ألف دولار، وهو ما جعل تقدير عدد الأشخاص في الفئات الأقل سهلًا بطرح إجمالي عدد البالغين في العالم من إجمالي عدد الأشخاص المصنفين في الفئات من "3" إلى "11" وهو 1.5 مليار.
 

- في النهاية يبدو الاستنتاج بسيطا وموجعا في نفس الوقت، حيث تدعم الرأسمالية الأغنياء فيزدادون غنى وتضغط على الفقراء ليكونوا أفقر وتتعمق اللا مساواة.

المصادر: "بزنس ويك"، سي إن بي سي، بزنس إنسايدر