نبض أرقام
02:33 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

محطات الشحن الخارقة وبطاريات المليون ميل.. مناجم ذهب لشركات السيارات الكهربائية

2019/10/07 أرقام

عند التفكير في شحن السيارات الكهربائية، فإن أول ما يطرأ إلى الأذهان التوقف أمام نقاط شحن بمحطات الوقود التقليدية والانتظار في صفوف ولفترات طويلة مع الأخذ في الاعتبار أن شحن الكهرباء يستغرق وقتاً، وبالتالي، فإن هناك معضلة كبيرة وتحدياً يفرض نفسه أمام شركات مثل "تسلا".

 

بدأت الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية بالفعل في إجراءات إنشاء بنية تحتية لشحن مركباتها، وأصبح التنافس يتركز على الوصول بنقاط شحن إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين – على غرار محطات الوقود – بالإضافة إلى السباق نحو الشحن في فترات قصيرة.

 

 

تحول من الماضي

 

يرى محللون أن التحول نحو السيارات الكهربائية من شعوب العالم يشبه التحول من ركوب الخيول إلى السيارات العاملة بالوقود الأحفوري في الماضي، ففي البداية، تعجب الكثيرون من كيفية قيادة هذه السيارات في الشوارع وتمهيد طرق لها وتغذيتها بالوقود بدلاً من الحشائش أو احتمالات اصطدامها بالمارة.

 

اختلفت الخيول بالفعل عن السيارات، فالأولى كانت تنقل البشر وبضائعهم من مكان لآخر، بينما فيما يخص الثانية ومع تعدد أنواعها تختلف مهام كل مركبة عن غيرها فضلا عن التلوث المنبعث من محركات الاحتراق الداخلي.

 

 

- بدأ البعض يتخيل الآن شكل محطات الوقود التقليدي وهي خاوية على عروشها في انتظار من يطلب جالون (3.8 لتر) من البنزين أو الغاز في الولايات المتحدة ليتحول الأمر نحو كابلات سيارات متصلة بنقاط شحن بالملايين في كل مكان تقريباً إلى أن تصل إلى مرأب المنزل أو ساحات الانتظار.

 

- ستتولى الرأسمالية بالطبع حل معضلة البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، فالعديد من الشركات ستتسابق من أجل جذب أكبر عدد من العملاء عن طريق الوصول إليهم وخفض تكلفة الشحن قدر الإمكان والسرعة في ملء المركبة بالطاقة اللازمة لقيادتها.

 

- على سبيل المثال، بدأت "تسلا" في تسعير استخدام نقاط شحنها الخارقة عند 24 سنتًا فقط لكل كيلو واط من الكهرباء، لكن هذا السعر مرشح للانخفاض في ظل التنافسية الشديدة والتسابق نحو ابتكار طرق جديدة للشحن.

 

- لن تكون "تسلا" وحدها في هذا المعترك، بل ستنافسها شركات سيارات أخرى وأيضاً متاجر وسوبر ماركت ومطاعم ومبانٍ إدارية ستثبت نقاط شحن تريد جميعها الاستفادة من ثورة السيارات الكهربائية.

 

- سيشبه الأمر تحول المستهلكين من الهواتف الثابتة إلى الجوالات وأيضا من شرائط الكاسيت إلى الأسطوانات والأقراص المدمجة كما أن بطاريات السيارات الكهربائية سوف تستوعب كميات أكبر من الطاقة للتوفير مدى قيادة أكبر واستمرارية أعلى وشحن أسرع بحسب التوقعات.

 

البطاريات والمليون ميل

 

يرى محللون أن تطوير محركات السيارة الكهربائية سيكون أقل أهمية في المستقبل من تطوير بطاريتها التي تعد أحد أهم وأغلى المكونات داخل المركبة حالياً فضلا عن تقنياتها المعقدة.

 

تحتاج بطاريات السيارات الكهربائية للتطوير من أجل زيادة مدى تخزينها واستمراريتها على غرار بطاريات الجوال التي تطورت في مدة تشغيلها للجوال وسرعة شحنها.

 

تعكف "تسلا" على تطوير بطارية يمكنها تشغيل السيارات الكهربائية لمسافة تصل إلى مليون ميل (نحو 1.6 مليون كيلومتر) بناء على ما أعلنه المدير التنفيذي "إيلون ماسك".

 

 

بدا الأمر كما لو كان مجرد فكرة مجنونة من شخص حالم، لكن ما يعرف عن "ماسك" أنه لا يتحدث هباءً، بل إن العديد من أفكاره التي كشف عنها أصبحت واقعاً عمليا يجري تجربته أو تنفيذه مثل صواريخ "سبيس إكس" القابلة لإعادة الاستخدام و"هايبر لوب".

 

- تتعاون "تسلا" مع مراكز بحثية وجامعات في تطوير بطارية تمتلك من الطاقة ما يكفي لتشغيل سيارات كهربائية – وربما وسائل نقل أخرى – لمسافات ولفترات طويلة.

 

- ظهرت تكنولوجيا بطاريات أيونات الليثيوم أواخر ثمانينيات القرن الماضي وتحسنت في التسعينيات، ومع بداية القرن الحالي، تسارع تحسين أدائها واستخداماتها.

 

- مع ذلك، لا تزال التكلفة تشكل عائقاً أمام تطوير أكبر في تكنولوجيا البطاريات بالإضافة إلى تأمين إمدادات الليثيوم اللازم في الصناعة.

 

- يعد الليثيوم من بين المعادن الاستراتيجية التي تشهد سباقا بين شركات في قطاعات متنوعة للحصول عليه، ورغم انخفاض سعره في الوقت الحالي، إلا أن الطلب الكبير والمتوقع عليه ربما يزيد سعره.

 

- تحدثت تقارير عن أن علماء من الصين والسويد يتعاونون حاليا في تصنيع بطاريات من الألمنيوم بدلا من الليثيوم نظرا لكون الأول متوفراً بكثرة وأرخص تكلفة في تعدينه وتجهيزه بالإضافة إلى خفة وزنه.

 

- بوجه عام، رغم أن محطات الشحن والبطاريات ستكون مجالا للتنافس والسباق بين شركات السيارات الكهربائية، إلا أنها ستكون بمثابة منجم ذهب لتلك الشركات لجني إيرادات ضخمة من ورائها، ومن يدري ما تخبئه لنا التكنولوجيا في المستقبل؟

 

المصادر: ماركت ووتش، أوبزرفر، أويل برايس 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.