نبض أرقام
02:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لا تقل أبداً فات الأوان.. قصة نجاح شركة تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات بفضل طفرة الطاقة المتجددة

2019/09/29 أرقام - خاص

بالنسبة لشخص وُلد وترعرع في الهند، يعتقد معظم الناس أن حصوله على وظيفة مرموقة لدى أحد المصارف الأمريكية الكبرى، قد يكون أسمى غاية في مسيرته المهنية، لكن ذلك ليس صحيحًا، على الأقل مع شاب تخصص في أعمال المصارف الاستثمارية ويعلم جيدًا عائد المغامرة.
 

 

هذا هو حال "سومانت سينها" الذي ضحى بمسيرة سنوات قضاها داخل أروقة أحد أكبر المصارف الاستثمارية في الولايات المتحدة، وقبل بالمخاطرة من أجل أن يصبح هو رئيس نفسه ويحقق صورة رائد الأعمال التي طالما حلم بها، حيث يمكنه جني المال ونفع المجتمع.

 

رحلة مليئة بمحطات الوقوف
 

- في الحقيقة لم يكن المال عائقًا أمام "سينها" الذي وُلد في فبراير عام 1965، لأب يعمل بالخدمة المدنية (موظف حكومي) تحول بعد ذلك إلى سياسي وشغل منصب وزير المالية ثم وزير العلاقات الخارجية، فيما كانت الأم كاتبة تركز على كتب الأطفال.
 

- التحق "سينها" بعد اجتيازه المدرسة الثانوية بالمعهد الهندي للتقنية في دلهي ودرس بالمعهد الهندي للإدارة في كالكوتا، وذلك قبل التحاقه ببرنامج "تاتا للإدارة" الذي أهله للانضمام إلى جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة للحصول على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.
 

- بعد هذه الرحلة التعليمية المطولة عمل الشاب الهندي لأكثر من عقد زمني كمصرفي استثماري، في البداية لدى "سيتي بنك" في الولايات المتحدة ثم "آي إن جي بارينجز" في المملكة المتحدة، قبل أن يقرر العودة إلى الهند عام 2002 ليتولى مهام المدير المالي لشركة "أديتيا بيرلا جروب".
 

- بعد خمس سنوات من العمل لدى "أديتيا" التي تمتلك أعمالًا في أكثر من 30 دولة وفي مجالات المعادن والاتصالات والخدمات المالية، انتقل "سينها" إلى شركة "سوزلون" لتوربينات الرياح، وشغل منصب مدير العمليات، بحسب موقع "ذا هيندو بزنس لاين" المهتم بقطاع الأعمال الهندي.
 

 

الغرس: مجهود ومثابرة
 

- أمضى "سينها" في محطته الأخيرة عامين قبل أن يقرر الرحيل لبدء نشاطه التجاري الخاص ويقبل بالمخاطرة، ويقول عن ذلك: بالنسبة للمهنيين المحترفين أمثالنا، فكلما أبليت بشكل حسن في حياتك المهنية، أصبح من الصعب عليك التخلي عن هذه المهنة لتبدأ شيئا خاصا بك، وأصبحت المخاطرة أكبر.
 

- فيما يبدو أنه تأثر بآخر محطات مسيرته المهنية، اتخذ "سينها" قرارًا بإطلاق نشاطه الخاص للطاقة المتجددة، وبالفعل ظهرت شركة "رنيو باور فينتشرز" للنور في نهاية عام 2010، لكنه ظل مدة أشهر قليلة بعد ذلك محاولًا بناء فريقه وتحديد المشاريع التي سيعمل عليها.
 

- حول ما شجعه على اتخاذ قرار الاستقالة يقول "سينها": لقد عملت بما فيه الكفاية لصالح الآخرين، ورأيت الأنواع المختلفة من المروجين، وشعرت أن إدارة نشاط ما أو خلق قيمة للعمل ممكنة للعديد من الموظفين شريطة أن يكونوا على استعداد لتحمل المخاطرة.
 

- في عام 2011، خاض "سينها" محادثات مطولة مع اللاعبين في مجال الأسهم الخاصة لجمع رأس المال بعد تأسيس الشركة بأمواله الخاصة، ورغم الاضطرابات في أوروبا ومخاطر المشروع الناشئ، وافق مصرف "جولدمان ساكس" على استثمار 10 مليارات روبية (139.50 مليون دولار) في الشركة مقابل حصة أغلبية.
 

 

الحصاد: نشاط تجاري ضخم

 

- خلال السنوات التالية للحصول على تمويل "جولدمان ساكس" نجحت الشركة التي تدير محطات لتوليد طاقة الشمس والرياح في جميع أنحاء الهند، في استقطاب نحو 740 مليون دولار أخرى من التمويل عبر مستثمرين في الشرق الأوسط وآسيا، وأفادت تقارير إعلامية في عام 2017 بأن قيمتها تجاوزت الملياري دولار.
 

- وفقًا لـ"سي إن إن" جمعت "رنيو باور" أكثر من مليار دولار في عام 2019، فيما قال محللون إنه يأتي مدفوعًا بتحول البلاد المتزايد نحو الطاقة المتجددة، حيث أصبحت الهند خامس أكبر دولة منتجة لهذا النوع من الطاقة، بقدرة إجمالية تبلغ 118 جيجاواط، مع خطط حكومية لرفعها إلى 500 جيجاواط بحلول عام 2030.
 

- تُعد "رنيو باور" الآن أكبر منتج مستقل للطاقة المتجددة في الهند، حيث تولد نحو 5 جيجاواط، إضافة إلى عملها على مشروعات ستضيف 3 جيجاواط أخرى إلى قدرتها الإنتاجية الإجمالية.
 

- الشركة التي بدأت أعمالها في 2011 مستعينة بثلاثة موظفين، أضافت نحو 80 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر خلال السنوات الثماني اللاحقة للتأسيس، وتدير اليوم أكثر من 100 مرفق في الهند وتولد 1% من حاجة البلاد من الكهرباء، وتساعد على خفض 0.5% من إجمالي انبعاثات الكربون.
 

- كان من المقرر إجراء اكتتاب عام أولي لأسهم الشركة في 2018 وتم تأجيله بعد ذلك لأسباب غير واضحة، لكن تقارير صحفية أشارت إلى أن قيمة الشركة السوقية كانت لتصل بفضل هذا الاكتتاب إلى ما بين 4 و5 مليارات دولار.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.