نبض أرقام
02:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

المؤسسة الخيرية الأكبر في العالم.. كيف داوت الفقر وجعلت بنغلاديش أغنى؟

2019/09/28 أرقام

قبل تسع سنوات، كانت تعيش "سيلينا أكتير" وزوجها في فقر مدقع، عندما قررا الانتقال إلى غرب دكا في بنغلاديش بحثًا عن فرصة للعيش، لكن الزوج بالكاد عثر على وظيفة -غير منتظمة- مقابل أجر زهيد، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
 

 

وفقًا لمستوى معيشة الزوجان، فإنهما كان ضمن قائمة "الأشخاص الأكثر فقرًا"، وبينما الوضع كذلك، انتبهت السيدة إلى مؤسسة "براك" الخيرية، حيث كانت اللافتات التي تحمل علامتها منتشرة في المناطق الريفية.

 

بعد تواصلها مع المؤسسة، حصلت "سيلينا" على بقرة إضافة إلى حصة منتظمة من المال والعدس، وتعهدت "براك" بأن يزورها متخصصون لمرة واحدة أسبوعيًا بغرض زيادة معرفتها بكيفية تربية الحيوانات وتوفير المال، وتقديم بعض المعلومات الثقافية العامة.

 

وفقًا لمعايير العيش في الريف البنغلاديشي، لم تعد "سيلينا" وزوجها فقراء، وحصلت على بيت مبني بشكل جيد وثلاجة ومروحة، إلى جانب امتلاكها بقرتين، وبفضل مكاسبهما من تربية الحيوانات استطاع الزوج اقتناء دراجة بخارية ثلاثية العجلات يستخدمها كمركبة أجرة.

 

ما هي "براك"؟
 

- تأسست "براك" أو "BRAC" عام 1972 على يد "فاضل عابد"، وهو محاسب كان يشعر بالقلق إزاء تردي الأوضاع المعيشية في بلاده، وقد نمت لتصبح واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية في العالم، حيث يعمل لديها 100 ألف موظف بدوام كامل، منهم 8 آلاف خارج بنغلاديش.
 

- في عام 2018، أقرضت المؤسسة ما يقرب من 8 ملايين شخص وتولت تعليم أكثر من مليون طفل في جميع أنحاء بنغلاديش وعشرة بلدان أخرى، ولديها حصص في جامعة ومصرف وشركات للبذور والتلقيح الصناعي والدواجن ومدرسة لتعليم قيادة السيارات وسلسلة متاجر للأزياء، بجانب أنشطة أخرى.
 

 

- تعد "براك" إحدى أفضل الجمعيات الخيرية في العالم، ووفقًا لشركة "إن جي أو أدفيسور" المهتمة بتصنيف المؤسسات الخيرية، جاءت "براك" في صدارة التصنيف على مدار السنوات الأربع الماضية.
 

- موظفو "براك" هم مجموعة من معالجي المشكلات وليسوا نخبة من المثقفين، ويهتمون بعملية التواصل جيدًا، حيث تقوم المنظمة بتعديل برامجها باستمرار استجابة للبيانات والانتقادات الواردة من الموظفين المحليين.
 

- بعض ابتكاراتها انتشرت في جميع أنحاء العالم، وتم نسخ برنامج مكافحة الفقر الذي صممته (يتضمن منح الأصول للنساء المعوزات وتدريبهن) من قبل مؤسسات خيرية أخرى، وثبت نجاحه في بلدان مثل إثيوبيا وهندوراس والهند.

 

ثروة بنغلاديش في تزايد مستمر
 

- لكن "براك" بصدد مشكلة قد لا تستطيع حلها هذه المرة، فبفضل تحويلات العاملين في الخارج وصناعة الملابس، قفز نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي أعلى 5%، على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، وهو مستوى أفضل مما حققته الهند أو باكستان.
 

- بنغلاديش تصنف حاليًا بين أدنى البلدان متوسطة الدخل (أو ما يعرف بالدول ذات الدخل المتوسط المنخفض)، لكن من المتوقع أن تصبح غنية قريبًا بما يكفي لتصبح مؤهلة للحصول على قروض البنك الدولي للمساعدة الإنمائية.
 

 

- لم تغرق بنغلاديش في المساعدات الخارجية، وخلال الفترة من أوائل الثمانينيات وحتى عام 2016، تراجع إجمالي المساعدات المقدم إليها من أعلى 5% من إجمالي الدخل القومي إلى 1.1% فقط، قبل أن ترتفع إلى 1.4% في 2017 مع قدوم لاجئو الروهينجا.
 

- في الوقت نفسه، أصبح لدى الدولة أموال أكثر من أي وقت مضى، وخلال الفترة بين عامي 2000 و2018 ارتفع الإنفاق الحكومي السنوي إلى ثلاثة أمثال ما كان عليه، وهذا هو التحدي، فرسوخ المؤسسات الخيرية في بنغلاديش كان نابعًا من ضعف إمكانيات الحكومة.
 

- عندما كانت تعجز الحكومة عن توفير الخدمات العامة كانت تتدخل المؤسسات الخيرية لفعل ذلك، مثل تدشينها لبرامج إقراض الفقراء، لكن الحكومة الحالية تتزايد إمكانياتها بمرور الوقت، وتعمل على خطط للتعليم الرقمي والتحويلات النقدية وغيرها.

 

كيف تتفادى "براك" السيناريو الأسوأ
 

- مع ازدياد ثراء بنغلاديش وتمكن حكومتها من التأثير في الجوانب التي لم تصل إليها في السابق، تتعرض المؤسسات الخيرية لضغوط مستمرة، ويقول المدير التنفيذي لـ"براك"، "آصف صالح" إن أغلب المنظمات غير الحكومية تقلص نطاق عملها الآن.
 

- خلال العهد الفيكتوري والإدواردي، امتلكت بريطانيا مجموعة من المؤسسات الخيرية القوية التي أدارت المدارس والمستشفيات وبنت المنازل للفقراء، لكن القليل منها الآن ما زال قائمًا وقويًا بعدما تزايدت قدرة الدولة على تحقيق الرفاهية.
 

 

- يرى "صالح" فرصة لتفادي مصير المؤسسات البريطانية القديمة، ويقول إنه إذا لم تأت أموال المساعدات إلى بنغلاديش، فربما تذهب "براك" نفسها إلى حيث تذهب الأموال، وقد غامرت في السابق بافتتاح أول مكتب لها في أفغانستان عام 2002.
 

- تعمل "براك" الآن في خمس دول آسيوية وست دول إفريقية، وبعض البرامج التي طورتها في بنغلاديش واختبرتها على المواطنين المحليين مثل السيدة "سيلينا" حققت نجاحًا كبيرًا في الخارج.
 

- خلص تقييم حديث أجراه البنك الدولي، إلى أن برنامج الفقر المدقع لـ"براك" في أفغانستان، حقق زيادة كبيرة في مداخيل العمالة النسائية، وفي أوغندا نجحت المؤسسة في الحد من معدلات زواج الفتيات صغار السن وشجعتهن على العمل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.