نبض أرقام
02:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"التحوط المحدب".. عندما تصبح إشارات منحنى العائد الأمريكي بلا مغزى

2019/09/16 أرقام

ألقى المحللون والمتداولون باللوم على ظاهرة فنية مألوفة لهم بشكل كبير، في الهبوط الكبير لعائدات سندات الخزانة الأمريكية مؤخرًا، والتي يستخدمون مصطلحي "التحدب السالب" أو "التحوط المحدب" للإشارة إليها، بحسب تقرير لـ"بلومبيرغ".

 

 

هذه الظاهرة يمكن أن تتسبب في تشويه الصورة العامة للسوق، الأمر الذي يدفع الناس للقفز على اتجاهات خاطئة، نتيجة الاعتقاد بأن هناك ركودا قادما.
 

أسئلة ومعلومات حول ظاهرة التحدب في سوق السندات الأمريكي

السؤال

الإجابة

ما هو التحدب؟


- لمعرفة التحدب، نحتاج أولًا لفهم ما يعرف بـ"الأمد" أو المدة (والمقصود هنا ليس أجل استحقاق سداد قيمة السند).

 

- مع انخفاض قيمة العائد ترتفع أسعار السندات والعكس صحيح، وعادة ما يكون حجم هذه الحركة أكبر للسندات ذات فترات الاستحقاق الطويلة، وتعرف هذه العلاقة باسم "الأمد" (يمكنك الاطلاع على معلومات أوفى حول هذا الموضوع من هنا).

 

- التغير في سعر السند وسعر الفائدة أو عائد السند لا يشكل خطا مستقيما، ويمكن للرسم البياني توضيح هذه العلاقة بوضع السعر على محور والعائد على محور آخر، سنخلص إلى شكل منحنى يبرز العلاقة بينهما، وهو ما يعرف بالتحدب.

 

- الخلاصة، أن التحدب هو مقياس للعلاقة بين الأسعار والعائد، ويوضح كيف يتغير الأمد مع تغير سعر الفائدة، وعليه، فكلما زاد التحدب في المنحنى، يعني ذلك ارتفاع الأسعار تزامنًا مع انخفاض أسعار الفائدة، والعكس صحيح.

 

ما المقصود بالتحدب السالب إذن؟


- معظم السندات أو الأوراق المالية ذات الدخل الثابت لديها تحدب موجب، مما يعني أن السعر يتحرك في الاتجاه المعاكس لأسعار الفائدة.

 

- لكن الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري يكون تحدبها سالبا، حيث لا يميل سعرها إلى الارتفاع بنفس سرعة انخفاض الفائدة (وربما ينخفض).

 

هل يختلف التحوط المحدب؟


- نعم، غالبًا ما يحمل سندات الرهن العقاري كبار المستثمرين مثل مديري الأصول والبنوك، وهم يحبذون العائدات المستقرة والأمد الثابت كوسيلة للحد من المخاطر في محافظهم الاستثمارية.
 

- لذلك عندما تنخفض أسعار الفائدة، ويبدأ أمد سندات الرهن العقاري في التقلص، يتدافع المستثمرون لتعويض ذلك عن طريق إضافة أمد جديد إلى حيازاتهم، في ظاهرة تعرف بالتحوط المحدب.

 

- التحوط، هو الاستثمار بشكل أساسي في شيء يميل إلى الارتفاع عندما ينخفض شيء آخر، ولزيادة الأمد، وتمديد فترة سداد المدفوعات، يمكن للمستثمرين شراء سندات الخزانة الأمريكية، التي من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض العائدات في السوق.

 

- أو يمكنهم استخدام مقايضات أسعار الفائدة، وهي عبارة عن عقد بين طرفين لتبادل حقوق تدفقات مدفوعات الفائدة.

 

هل من أطراف أخرى مؤثرة؟

 

- مديرو الأصول، وشركات التأمين، وصناديق المعاشات التقاعدية، التي تطارد التدفقات النقدية بمرور الوقت لتلبية الالتزامات المستقبلية، تتأثر قدراتها مع انخفاض أسعار الفائدة، لذلك يسعون لسد الفجوة.

 

- تتمثل إحدى استراتيجياتهم الشائعة في الدخول إلى سوق المقايضة، والتي تمنحهم عائدات ثابتة، ما يمكنهم من زيادة الدخل دون إنفاق الكثير من المال، وهو أيضًا ما يجدونه في سندات الخزانة الأمريكية.

 

ما أثر ذلك؟


- يمكن أن يصبح التحوط المحدب كبيرًا عند مرحلة معينة، ما قد يؤدي بالفعل إلى تحريك سوق سندات الخزانة بالكامل، ويعني ذلك أن تحركات العائدات قد يتفاقم حجمها مع اندفاع المستثمرين لتعديل محافظهم الاستثمارية ومحاولة تحقيق التوازن بها.

 

- يعتقد البعض أن هذا ما حدث في شهر مارس الماضي، عندما انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية العشرية دون مستوى عائد السندات لأجل 3 أشهر، لأول مرة منذ أكثر من عقد زمني (الظاهرة المعروفة بانقلاب منحنى العائد والتي تشير إلى قرب ركود الاقتصاد).

 

- كان الانقلاب في منحنى العائد مدفوعًا بنشاط التحوط هذا، الأمر الذي قاد معدلات المبادلة إلى الانخفاض كثيرًا وأسرع من عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.

 

هل للتحوط المحدب اتجاه معاكس؟


- الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة يعني أن عددًا أقل من أصحاب المنازل سيعيدون تمويل قروضهم العقارية، ما يزيد من متوسط فترة السداد ويطيل أمد السند.

 

- في هذا السيناريو، سيحاول المستثمرون الكبار، تقليل الأمد في محافظهم الاستثمارية، ربما عن طريق بيع سندات الخزانة أو إبرام عقود مقايضة يدفعون بموجبها عائدات ثابتة.

 

- مرة أخرى، يمكن أن يؤدي هذا التحوط إلى تفاقم التحركات الصعودية في عائدات سندات الخزانة، وقد حدثت هذه الظاهرة في السوق خلال عام 2003، وأثناء ما عرف بـ"مذبحة سوق السندات" عام 1994.

 

ما دلالة حدوث هذه الظاهرة الآن؟


- كل من يهتم بالاقتصاد الأمريكي سواء على الصعيد الوطني أو العالمي، سيكون عليه الالتفات إلى هذه الظاهرة، فبعد تكرار انقلاب منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية هذا العام، حذر الكثيرون من اقتراب الركود.

 

- قد يكون انقلاب المنحنى مؤشرًا موثوقًا بالفعل، لكن إذ تم تشويه حركة العائدات بسبب نشاط التحوط، فمن المؤكد أن إشارات المنحنى ليست ذات مغزى.
 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.