نبض أرقام
02:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"بون بيكنز".. قطب النفط ومقتنص الصفقات الذي جمع ثروة طائلة ولم يأبه لتراجعها

2019/09/12 أرقام - خاص

"صائد الشركات"، "معجزة النفط"، "قطب الطاقة الأسطوري".. هي مجموعة من الألقاب التي عرف بها الملياردير السابق ورجل الأعمال الأمريكي الراحل "توماس بون بيكنز"، الشهير بصفقات الاستحواذ الرابحة التي جمع من خلال ثروة طائلة ودشن إمبراطورية أعماله الخاصة بعد استثمار زهيد في صغره.

 

 

عرف "بيكنز" بحكمته الاستثمارية وذاع صيته في هذا الجانب خلال الثمانينيات، حيث أجرى العديد من صفقات الاستحواذ الرابحة في ذلك الوقت، والتي نجح خلالها في اقتناص الشركات المقومة بأقل مما تستحق (غالبًا ما كانت في قطاع النفط)، ومع ذلك فإن رحلته بدأت مبكرًا عن ذلك.

 

علاقة مبكرة مع النفط

 

- ولد "توماس بون بيكنز" في الثاني والعشرين من مايو عام 1928 في ولاية أوكلاهوما الأمريكية، وبدأت علاقته بصناعة الطاقة مبكرًا حيث كان أباه وسيطًا لتأجير وبيع الأراضي وحقوق التنقيب عن النفط والمعادن.

 

- في سن الثانية عشرة، عمل "بيكنز" في توزيع الصحف، وبدأ هذا النشاط مع 28 عميلًا، لكن سرعان ما تمكن من رفع قائمة العملاء إلى أربعة أضعاف هذا العدد، عبر استهدافه للطرق والشوارع المتاخمة لمنطقة التوزيع الرئيسية، بحسب "سي إن بي سي".

 

- في تدوينة له عبر موقعه الإلكتروني، يقول "بيكنز" عن هذه الفترة: كانت هذه مقدمة لي للتوسع بسرعة عبر الاستحواذ، إنها موهبة أتقنتها في السنوات اللاحقة.

 

 

- التحق بشركة "فيليبس بتروليوم" بعد تخرجه مباشرة في جامعة ولاية أوكلاهوما وحصوله على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا، ثم غادر بعد ثلاث سنوات لبدء نشاطه الخاص للتنقيب حيث أسس شركته الأولى "بتروليوم إكسبلورشن" بـ2500 دولار.

 

- بعد ذلك بفترة وجيزة، وتحديدًا في عام 1956، اقترض "بيكنز" 100 ألف دولار لتبدأ شركته مشاريعها الخاصة في تكساس، ثم أسس لاحقًا شركة "ألتاير أويل آند جاس" للتنقيب في غرب كندا.

 

مقتنص الصفقات الرابحة

 

- اندمجت شركتاه تحت اسم "ميسا بتروليوم"، وطرح "بيكنز" أسهمها للاكتتاب العام سنة 1964، والتي أصبحت واحدة من أكبر شركات النفط المستقلة في العالم، بأصول تجاوزت ملياري دولار عام 1980، وفقًا لبيانات جمعية ولاية تكساس التاريخية.

 

- بفضل صفقاته للاستحواذ في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، حظي "بيكنز" باهتمام بالغ على المستوى الوطني، واعتبره الكثيرون عبقريًا لقدرته على تحديد نقاط الضعف في الشركات وإيجاد سبل لاستغلالها في تحقيق مكاسب كبيرة، بحسب "فاينانشيال تايمز".

 

- في أواخر الثمانينيات، أصبح "بيكنز" محور الحديث في قطاع الأعمال الياباني، بعدما تحرك للاستحواذ على شركة "كويتو" لقطع غيار السيارات في طوكيو، وفي النهاية أصبح أكبر مساهم فردي فيها بحصة نسبتها 20.2%، أكثر بنحو 1% عن شركة "تويوتا موتور".

 

 

- في أواخر عام 1993 استحوذ "بيكنز" على حصة في شركة "جالف أويل"، ثم تقدم بعرض لشراء حصة نسبتها 15%، في الوقت الذي كان يضغط فيه على المديرين للبحث عن طرق لتعزيز قيمة السهم.

 

- في غضون أشهر من ذلك، استحوذت شركة "شيفرون" على "جالف أويل" مقابل 13 مليار دولار، وكانت واحدة من أكبر الصفقات في وقتها، وبفضلها استطاع "بيكنز" تحقيق مكاسب قدرها 300 مليون دولار.

 

- أدار أيضًا "بيكنز" صندوق التحوط "بي بي كابيتال" الذي يركز على الطاقة، والذي أسسه عام 1996 وعرف بمراهناته الكبيرة، ووفقًا للبيانات السرية التي أفصح عنها السيناتور "بيرني ساندرز" كان "بيكنز" منافسًا لبنوك "وول ستريت" وكبار منتجي الطاقة في سوق العقود الآجلة للغاز.

 

لا يأبه للمال

 

- قدرت "فوربس" ثروة "بيكنز" بنحو 3.1 مليار دولار في عام 2008، لكنها سلكت مسارًا هبوطيًا منذ ذلك حتى وصلت إلى 1.2 مليار دولار في 2013، قبل أن تحذفه المجلة من قائمة المليارديرات بعد أشهر (بعض التقديرات رجحت استمرار هبوط ثورته حتى بلغت 500 مليون دولار في 2016).

 

- بعد خروجه مباشرة من قائمة أغنى 400 شخص في الولايات المتحدة، كتب "بيكنز" في رد على أحد متابعيه على "تويتر": لا تقلق، فمع بلوغ ثروتي 950 مليون دولار، أنا على ما يرام، المضحك أن تبرعاتي الخيرية البالغة مليار دولار تتجاوز حجم ثروتي الصافية.

 

 

- في عام 2006، تبرع "بيكنز" بمبلغ 165 مليون دولار لبرنامج ألعاب القوى في جامعة ولاية أوكلاهوما، وبعد عامين تبرع بمبلغ 100 مليون دولار لبعض الأكاديميين، كما عرف بعطائه في المجال الطبي ودعمه للسياسيين الجمهوريين.

 

- قرر "بيكنز" العام الماضي، إغلاق صندوق "بي بي كابيتال" بعد تعرضه لجلطة دماغية في أواخر عام 2016 وتدهور حالته الصحية مجددًا في منتصف عام 2017، الأمر الذي استدعى دخوله المستشفى.

 

- توفي "بيكنز" أمس الحادي عشر من سبتمبر، وقال المتحدث باسمه، إنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين أسرته وأصدقائه، مضيفًا أنه ظل يذهب إلى مكتبه حتى قبل يومين من الوفاة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.