نبض أرقام
02:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا يعمل الموظفون في البلدان المتقدمة لسنوات أكثر من السابق؟

2019/09/09 أرقام

منذ عام 2008، ارتفع معدل مشاركة القوى العاملة التي تتراوح أعمارها بين 55 عامًا و64 عامًا في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 8 % تقريبًا، في إشارة إلى ارتفاع أعمار العاملين في الاقتصادات المتقدمة، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".

 

 

ربما يرى البعض أن هذا الاتجاه يعكس طبيعة الرأسمالية غير الرحيمة والتي تتطلب من العاملين البقاء لسنوات أطول في مواقع العمل، فيما قد يعتقد آخرون أنها إشارة إلى إدراك المجتمع أخيرًا لقيمة كبار السن من الموظفين.

 

الكبار يبقون على الازدهار

 

- يشير تقرير حديث لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حمل اسم "العمل بشكل أفضل مع التقدم في العمر" إلى أن توظيف العمال الأكبر سنًا أمر حيوي، إذا أراد القائمون على أمر الاقتصاد الحفاظ على الرخاء والازدهار.

 

- من المتوقع ارتفاع متوسط عمر المواطنين في بلدان المنظمة من 40 عامًا إلى 45 عامًا بحلول منتصف خمسينيات القرن الجاري، ووفقًا للاتجاهات الحالية، فبحلول عام 2050، سيكون هناك 58 شخصًا متقاعدًا لكل 100 عامل، ارتفاعًا من 41 شخصًا اليوم.

 

- كثير من الناس سيكونون أكثر سعادة للعمل لفترة أطول، حيث خلصت دراسة استقصائية شملت ألف متقاعد في بريطانيا، إلى أن ربع المتقاعدين اعتقدوا أنهم توقفوا عن العمل مبكرًا (استقالوا عند 62 عامًا في المتوسط)، فيما قال ثلث المشاركين إنهم فقدوا هدفهم في الحياة بعد التقاعد.

 

 

التقاعد مريح لكن العمل مفيد أيضًا

 

- التقاعد يمنح المرء فرصة للنوم متأخرًا وتجنب القيادة في الصباح، ويمكنه من الاستمتاع بأشعة الشمس في أيام الصيف وتجنب البرودة والمطر خلال الشتاء، ولن يكون عليه الإنصات خلال الاجتماعات المطولة المملة أو القلق بشأن رسائل البريد الإلكتروني.

 

- لكن العمل يعوض الشخص عن هذه الأمور بأخرى مفيدة، حيث يبقي العقل نشطًا ويعطي الناس هدفًا يعيشون من أجله، ورغم أن التقاعد يبدو مثاليًا في البداية، لكن الملل سيتملك المرء عند مرحلة ما دون شك.

 

- علاوة على ذلك، فإن التقارب بين زملاء العمل يوفر للمرء شبكة اجتماعية، في حين أن قضاء أسبوع كامل في المنزل قد يشعره بالوحدة، لكن لِم يرضى بذلك وقد أصبح العمل لفترة أطول أكثر سهولة الآن.

 

- في الستينيات من العمر، إذا كان الشخص يعمل كرجل إطفاء أو عامل في منجم على سبيل المثال، فهذه المهام تجعل من الصعب عليه الاستمرار في العمل بعد تجاوز هذه المرحلة العمرية، لكن معظم الوظائف تتطلب مجهودًا عقليًا وليس يدويًا الآن.

 

 

أسباب أخرى للاستمرار في العمل

 

- بالطبع يعمل الكثير من الناس لفترة أطول ليس لأنهم يستمتعون بما يفعلونه، ولكن لأنهم لا يستطيعون الاستقالة، وهذا ليس فقط لأن الحكومات رفعت سن التقاعد في بعض البلدان، وإنما لأسباب عدة أخرى.

 

- يختلف متوسط العمر الذي يتقاعد عنده الأشخاص فعليًا عن السن الرسمية بعدة سنوات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من الأشخاص لا يعتمدون على معاش الدولة كمصدر وحيد للدخل ويحتاجون إلى معاشات تقاعدية من أماكن عملهم والتي يمكن الحصول عليها مبكرًا عن الموعد الرسمي.

 

- مع ذلك، تخلصت الشركات تدريجيًا من المعاشات المرتبطة بالمستويات الأخيرة للأجور واستبدلتها من خلال ما يعرف بخطط "المساهمة المحددة"، والتي في إطارها، ينتهي المطاف بالعاملين مع مبلغ مرتفع نسبيًا من المدخرات عند التقاعد يحتاج إلى إعادة استثمار لتعظيمه أو تحقيق دخل ثابت منه (تأثر هذا الاتجاه بانخفاض أسعار الفائدة).

 

- في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بلغ سن التقاعد الفعلي للرجال 68.4 عام في أواخر الستينيات، ثم انخفض بثبات ليصل إلى 62.7 عام في أوائل عام 2000، قبل أن يبدأ الصعود مجددًا ليسجل 65.3 عام بحلول عام 2017، وشهدت النساء نمطًا مشابهًا أيضًا.

 

- تشير هذه الحقائق إلى أن التمييز على أساس السن في القوى العاملة قد تراجع (إن لم يكن قد تم القضاء عليه تمامًا)، والآن تحظر بعض الدول هذا الفعل، رغم أن كبار السن لا يزالون يشعرون بأنهم يحصلون على فرص أقل خاصة عندما يتعلق الأمر بالترقية، وفقًا للدراسات الاستقصائية.

 

 

عقبات أمام أرباب العمل

 

- هناك عقبتان تعيقان أصحاب العمل عن توظيف كبار السن، أولهما أن العمال الأكبر يميلون إلى الحصول على رواتب أعلى بسبب نظام الأقدمية، لذا تقترح منظمة التعاون والاقتصادي والتنمية خفضًا في فوارق الأجور مع هؤلاء الموظفين الأكبر سنًا.

 

- العقبة الثانية هي فجوة المهارات المطلوبة، فمن بين كل ثلاثة أشخاص تترواح أعمارهم بين 55 عامًا و65 عامًا في بلدان المنظمة، يوجد شخص يفتقر إلى الخبرة اللازمة للتعامل مع الحاسوب أو لا يستطيع اجتياز اختبارات الأدوات التقنية.

 

- يمكن معالجة ذلك بمنحهم التدريب المناسب، الذي تنظمه الحكومات أو الشركات نفسها، لكن ينبغي على من تجاوزوا سن الخامسة والخمسين أن يأخذوا على عاتقهم مواكبة التغيرات التقنية، والتي يتوقف عليها تمديد أجل مسيرتهم المهنية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.