"التكسير الهيدروليكي" تحت النار.. كيف أصبح التنقيب عن النفط والغاز أكثر صعوبة في كاليفورنيا؟

أقيل المسؤول التنظيمي عن النفط في كاليفورنيا بعد أن تناولت صحيفة محلية منح تصاريح أدت إلى مضاعفة شركات الطاقة عمليات التكسير الهيدروليكي خلال النصف الأول دون معرفة حاكم الولاية "جافن نيوسم"، بحسب تقرير نشرته "أويل برايس".

وحصلت الصحيفة المحلية على بيانات من مؤسستين تراقبان التكسير الهيدروليكي للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، وهي أنشطة لطالما أثارت مخاوف "جافن" بسبب تأثيرها على مواطني كاليفورنيا وبيئتها – مع الأخذ في الاعتبار الحرائق الهائلة التي تعرضت لها – كما أنها تتناقض مع توجه الولاية بالتحول بعيدا عن مصادر الوقود الأحفوري.

مأزق سياسي

- تم منح ما يقرب من 45% من هذه التراخيص لشركات يمتلك فيها مسؤولون بكاليفورنيا أسهما، وفي نفس الوقت، تم تعيين معظم مسؤولي الوكالة التنظيمية المسؤولة عن التصاريح أثناء فترة الحاكم السابق "جيري براون".

- قالت مؤسسة "دبليو إس بي إيه" لتجارة النفط والغاز إن كاليفورنيا حصلت على إيرادات بلغت 24.6 مليار دولار من صناعة الخام والغاز التي أسهمت في إيجاد أكثر من 300 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

- بعد فوزه بمنصب حاكم كاليفورنيا، عكف "نيوسم" على دراسة الآثار البيئية جراء أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في الولاية في إطار خطة للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، ورغم ذلك، تم منح ما يقرب من 191 تصريحاً لأنشطة التكسير الهيدروليكي في النصف الأول من عام 2019 مقارنة بـ222 تصريحاً في نفس الفترة قبل عام.

- كان من بين الشركات التي حصلت على تصاريح "إكسون موبيل" و"رويال داتش شل" و"شيفرون"، وبعد منحها واكتشافها، قال الحاكم إنه لا يمتلك صلاحيات لوقف أنشطة التكسير الهيدروليكي، ولكن جهات حقوقية مدافعة عن البيئة تشكك في ذلك واتهمته بالمراوغة لصالح صناعة الطاقة وعدم حماية الصحة العامة.

- من غير الواضح مدى تأثير وقف التراخيص – حال استجابة "نيوسم" للمنظمات البيئية – على صناعة النفط في الولاية التي لطالما كانت في الصدارة عند الدفاع عن القضايا البيئية.

- يأتي ذلك في الوقت الذي عارضت فيه كاليفورنيا قرار إدارة الرئيس "دونالد ترامب" الساعية نحو توفير وقود منخفض التكلفة دون النظر إلى المعايير البيئية، ولكن الولاية لم تأبه لقرارات واشنطن واتخذت منحى تغليظ معايير مكافحة التلوث على شركات السيارات كما أطلقت استراتيجية للطاقة المتجددة.

كاليفورنيا والتكسير الهيدروليكي

- صور الحاكم السابق لكاليفورنيا "جيري براون" نفسه بأنه بطل التغيرات المناخية، ورغم ضغط جماعات حقوق البيئة عليه لسنوات من أجل وقف أنشطة التكسير الهيدروليكي للتنقيب عن النفط والغاز في الولاية، إلا أنه لم يكن يستجيب لهم.

- لطالما اعتبرت كاليفورنيا من أهم مصادر إنتاج النفط في الولايات المتحدة، وتم تصوير أهميتها التاريخية في هذا المجال في فيلم سينمائي عام 2007 تحدث عن الأيام الأولى لاستكشاف الخام جنوب الولاية.

- لكن إنتاج النفط في كاليفورنيا – الذي تجاوز مليون برميل يومياً أوائل ثمانينيات القرن الماضي – واجه صعوبات وتراجعا تدريجيا منذ ذلك الحين، ومنذ عقد، أعلنت إدارة معلومات الطاقة أن الولاية بها مخزونات من الخام تصل إلى 13.7 مليار برميل – أكثر من حقل "إيجل فورد" للنفط الصخري.

- عام 2014، تم خفض تقييم ما تحويه كاليفورنيا إلى 600 مليون برميل فقط، وظهرت صعوبات في الأساس عند استخراج الخام في الولاية مقارنة بحقل "إيجل فورد" جنوب تكساس".

- في نفس الوقت، تواجه كاليفورنيا مشكلة ندرة المياه والجفاف بالتزامن مع التغيرات المناخية، ورغم ذلك، لا تزال الولاية تنتج أكثر من 450 ألف برميل من النفط يوميا تكفي لوضعها في المرتبة السابعة كأكبر مصدر للإنتاج في الولايات المتحدة.

- تعني زيادة التصاريح الممنوحة لشركات النفط من أجل التنقيب بالتكسير الهيدروليكي أن كاليفورنيا لا تزال مهتمة بأنشطة الحفر ولن يكون من السهل على "نيوسم" أو غيره وقف هذه الصناعة.

- تعرضت "شيفرون" لانتقادات شديدة بسبب تسرب نفطي استمر منذ مايو في مقاطعة "كيرن" بالولاية  حيث امتزج أكثر من 800 الف جالون (الجالون يعادل نحو 3.8 لتر) من النفط الخام بالمياه، واتهمت الشركة بأنها لم تقم بما يكفي لوقف هذا التسرب، ويعني كل ذلك أن كاليفورنيا تحتاج لقيادة أقوى من الحاكم لو كانت جادة.