نبض أرقام
02:37 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"كجيل روكيه".. الملياردير الذي تبرع بأغلب ثروته عرفاناً بجميل المجتمع

2019/07/21 أرقام - خاص

في منتصف عام 2017، تعهد الملياردير النرويجي "كجيل إنجي روكيه" الملقب بـ"غازي الشركات الذي لا يرحم" بالتبرع بأغلب ثروته بهدف المساعدة في تنظيف المحيطات حول العالم، والتي كانت مصدر بناء ثروته المقدرة آنذاك بنحو ملياري دولار.

 

 

في أواخر العام الماضي قدرت بعض التقارير الإعلامية حجم التبرعات التي ينوي "روكيه" تخصيصها لهذا الغرض بنحو 2.7 مليار دولار، وهو ما يبدو منطقيًا مع ارتفاع ثروته إلى 3.5 مليار دولار عام 2018.

 

وتركزت خطة "روكيه" بشكل رئيسي على بناء معمل أبحاث مائي على متن سفينة بطول 596 قدما (181 مترًا)، والتي ستعمل أيضًا على تنظيف البحار وحصد المخلفات البلاستيكية من المياه، ومن المقرر الانتهاء من تصنيعها بحلول العام القادم.

 

وستكون سفينة "ريسيرش إكسبيديشن فيسل"، التي يتم تصنيعها بالتعاون مع الصندوق العالمي للحياة البرية، قادرة على حمل 60 عالمًا وطاقم قيادة من 40 فردًا، وسيكون بإمكانها جمع نحو 5 أطنان من البلاستيك يوميًا سيتم تدويرها بعد ذلك.

 

أساس متواضع لبناء عظيم

 

- وُلد "روكيه" في أكتوبر عام 1958 في بلدة صغيرة تُسمى "مُولدي" غربي النرويج، وتسرب من المدرسة الثانوية، وعانى من عُسر القراءة "الدسلكسيا"، وقرر أن يعبر المحيط الأطلسي دون أي مؤهلات ليعمل في صيد الأسماك في الولايات المتحدة.

 

-  عمل"روكيه" لعدة سنوات على متن سفن صيد في ألاسكا في عمر الثامنة عشرة، قبل أن يشتري قاربه الأول وتتخذ مسيرته المهنية مسارًا مختلفًا لما بدت عليه في البداية، بيد أنها لم تخلُ من العثرات رغم ذلك.

 

 

- اشترى "روكيه" البالغ من العمر 61 عامًا، قارب صيد صغيرا (بطول 20 مترًا تقريبًا) عام 1982 بعد سنوات من العمل لصالح الغير في الولايات المتحدة، وقبل أن يعود أدراجه إلى الوطن لوضع حجر أساس إمبراطورية أعمال عالمية قائمة على نظام الامتياز.

 

- في عام 1996، اشترى "روكيه" عبر شركته "آر جي آي" ما يكفي من أسهم "آكير إيه إس إيه" ليصبح أكبر مساهم في الشركة، قبل أن يقود عملية دمج بين الشركتين في وقت لاحق ويتولى رئاسة مجلس إدارة الكيان الجديد حتى الآن.

 

- "آكير إيه إس إيه" هي شركة قابضة تركز أعمالها على معدات الصيد خارج حدود البلاد، والإنشاءات والهندسة، وهي مدرجة في بورصة أوسلو (مقر الشركة الرئيسي)، وإلى جانبها يشرف "روكيه" على عدد من الأعمال الأخرى في مجالات مثل الطاقة والشحن.

 

عثرات ونهج مميز

 

- "روكيه" الذي بلغت حصته في "آكير إيه إس إيه" 68.2% من الأسهم بنهاية العام الماضي، لم تكن رحلته المهنية هادئة، إذ تعرض للسجن مدة 25 يومًا في النرويج لإجرائه عملية شراء غير قانونية عام 2005، بحسب "سي إن بي سي".

 

- عندما كانت أعماله على وشك الإفلاس بسبب أزمة مالية خاصة بها، اضطر "روكيه" إلى بيع يخته لسداد بعض الديون، ووفقًا لموقع "ذا ريتشيست" ساهمت هذه الخطوة بشكل كبير في إنقاذه من السقوط ومنحته فرصة للاستحواذ لاحقًا على الأغلبية المطلقة في "آكير".

 

 

- "فوربس" التي قدرت ثروة "روكيه" في مارس الماضي بنحو 4.3 مليار دولار، وصفته بـ"غازي الشركات الذي لا يرحم"، في إشارة إلى النهج الاستثماري القائم على اقتناص حصص مهيمنة في شركات مقيمة بأقل مما تستحق.

 

- في هذا النهج، يستهدف المستثمر شركة تبدو أصولها مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية، ومن ثم يشتري حصة ضخمة من الأسهم ليحصل على قدر كبير من حقوق التصويت، يمنحه القدرة على الدفع في اتجاه تغيرات جوهرية بإدارة الشركة بما يخدم خططه لزيادة سعر السهم وتحقيق عائدات أكبر.

 

فلسفة الاستثمار والعطاء

 

- تصف "رويترز" رجل الأعمال النرويجي بأنه ملياردير صنع نفسه بنفسه وغير الطريقة التي كانت تتم بها الأعمال في بلاده، بعد سلسلة من الصفقات التي أعادت تشكيل خريطة الأنشطة التجارية ومنحته لقب الثري العصامي عن جدارة.

 

- كانت شركة "ديت نورسك" المملوكة لـ"روكيه" أحد صغار مستكشفي النفط في البلاد، حتى قررت خوض مغامرة كبيرة باستحواذها على أعمال "مارثون أويل" في النرويج مقابل 2.1 مليار دولار، لتنتج عن هذه الصفقة ثاني أكبر منتج نفطي في البلاد بعد "إكوينور" (شتات أويل سابقًا).

 

- مثل هذه الصفقات ساهمت لا شك في جعل "روكيه" أغنى رجل في النرويج، وحولت شركته القابضة "آكير إيه إس إيه" إلى واحدة من أكبر المجموعات الصناعية الخاصة في النرويج، والتي تسيطر على حصص في شركات للتنقيب عن النفط وصناعة المعدات الثقيلة والشحن والصيد.

 

 

- عن عطائه يقول "روكيه" لصحيفة "أفتنبوستن" النرويجية إنه يريد إعادة ما كسبه إلى المجتمع، ومعلقًا على السفينة بقوله: ستكون منصة لجمع المعرفة، أرحب بالباحثين والمجموعات البيئية المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات والفرص المتعلقة بالبحار.

 

- في خطابه إلى مبادرة "تعهد العطاء" التي سبقه إليها مليارديرات من أمثال "بيل غيتس" و"وارن بافيت"، كتب "روكيه": إننا محظوظون في هذه الحياة، كسبنا الكثير، وضحينا بالقليل، إنه لشرف حقيقي لعائلتنا أن تلتزم بالعطاء.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.