نبض أرقام
02:35 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"لين بلافاتنيك".. الرجل الذي عاد إلى وطنه غريباً ليصنع الأمجاد ويجني المليارات

2019/07/07 أرقام - خاص

غالبًا، عندما ينتقل الإنسان إلى موطن جديد فإنه يبحث عن أمور مثل الألفة والقدرة على التعايش كي يتمكن من المضي قدمًا في حياته، بعد تبدل المناخ المحيط وتغير الثقافة التي أصبح لزامًا عليه التعامل مع جديدها، والتي -في بعض الأحيان- قد تكون عقبة تعيق مواصلة السير.
 

 

مفهوم النجاح المقتصر على استكمال التعليم والحصول على وظيفة جيدة الدخل رغم أنه يبدو صعبًا أو مقلقًا لمن يريد البدء في غير وطنه الأم، فإنه يظل ممكنًا ويسيرًا على الكثيرين.

 

حتى التفوق الذي يأتي نتيجة الابتكار والتميز والذي أفرز كثيرا من رواد الأعمال الناجحين المهاجرين، ليس بالمستحيل، ولعل سلسلة قصص النجاح التي تفرد لها "أرقام" قسمًا خاصًا، تعج بمثل هذه القصص التي غامر أبطالها بكل شيء لبلوغ القمة في غير أوطانهم.

 

غير أن حبكة القصص لا تتشابه دائمًا، فلكل ظروف مختلفة ومحطات تجعل قصته فريدة ومميزة، ولعل ما يميز قصتنا اليوم هو اضطرار البطل للتعامل مع ثقافات متنوعة في مسيرته (بعضها يجابه البعض الآخر) والتغيرات المفاجئة في الخطط، ومع ذلك، نجح في إيجاد سبيله للريادة والثروة الفائقة.

 

من الشيوعية إلى الرأسمالية
 

- في الرابع عشر من يونيو عام 1957، كانت أسرة "بلافاتنيك" الروسية الصغيرة على موعد مع مولودها "ليونارد"، والذي استقبلته في أحد مستشفيات مدينة أوديسا الأوكرانية (كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي آنذاك).
 

- عقب إنهاء "ليونارد بلافاتنيك" الشهير بـ"لين" للدراسة الثانوية التحق بكلية هندسة السكك الحديدية في جامعة موسكو، لكن لحظه الذي بدا عثرًا في بداية الأمر، لم يكمل دراسته بالجامعة بعد الموافقة على طلب أسرته للهجرة، بحسب موقع "بزنس إنسايدر".
 

 

- بالفعل، هاجرت الأسرة عام 1978 إلى الولايات المتحدة، ودرس "لين" بجامعتي كولومبيا وهارفارد، حيث حصل من الأولى على ماجستير علوم الحاسب، ودرس بالثانية ماجستير إدارة الأعمال، وحصل على الجنسية الأمريكية في 1984.
 

- من غير الواضح تمامًا كيف بدأ "لين" مشواره (العصامي) في ريادة الأعمال، لكن الرجل روسي الأصل أوكراني المولد أنجلوأمريكي الجنسية، أسس أول أنشطته التجارية وهو في عمر التاسعة والعشرين عندما أطلق شركة "أكسيس إندستريز" في مدينة نيويورك.
 

- بفضل "أكسيس" جنى "لين" أول مليون دولار بنهاية الثمانينيات، وأصبحت الشركة مسؤولة عن أغلب الاستثمارات الإستراتيجية له بعد ذلك في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وشكلت منفذًا لدخول السوق الروسي بعد سقوط النظام الشيوعي في البلاد، وقادت بشكل أساسي جهود تنويع الأصول.

 

مغامرات استثمارية
 

- تستثمر "أكسيس" الآن في صناعات مختلفة على رأسها الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والفحم، بجانب الكيماويات والإعلام والاتصالات والتقنيات والتجارة الإلكترونية والعقارات، وفقًا لموقع "ساكسِس ستوري" الذي يقول إن الذكاء الاستثماري لـ"لين" أكسبه الثقة حول العالم.
 

- في أغسطس 2005، اشترت الشركة "بازل بوليفينز" لصناعة البلاستيك والبتروكيماويات من "رويال داتش شل" و"بي إيه إس إف" مقابل 5.7 مليار دولار، ثم استحوذت عبر "بازل" على "ليونديل كميكال" مقابل 12.7 مليار دولار، ودمجتهما معًا لتشكلا ثامن أكبر صانعة كيماويات في العالم "ليونديل بازل".
 

 

- عُرف "لين" بصفقاته المغامرة التي لا تركز على الربح فقط (على الأقل في بادئ الأمر)، وفي عام 2011، استطاع انتشال "ليونديل بازل" من فخ الإفلاس بعدما عصفت بها أزمة مالية أثقلتها بملياري دولار من الالتزامات فساعدها على جمع المليارات من التمويل وشطب بعض المستحقات والأصول.

- بحلول عام 2014، قفزت قيمة حصته في الشركة إلى أكثر من 10 مليارات دولار، ما دفع كثيرين لوصفها بالصفقة الأفضل في تاريخ "وول ستريت"، حيث بلغت قيمة ما ضخه من أمواله الخاصة ملياري دولار فقط، وفقًا لـ"فوربس".

 

نجاح منقطع النظير في الوطن الأم
 

- أجرى "لين" استثمارات قوية أيضًا في مجال الموضة، وأصبح أول وأكبر مستثمر خارجي في علامة الأزياء والإكسسوارات الراقية "توري بارش" عندما استحوذ على 20% منها، لكن حصة "أكسيس" في تاجر التجزئة البالغة قيمته 10 مليارات دولار تراجعت إلى 10% الآن.
 

- من بين المحطات اللافتة للنظر في مسيرة "لين"، هي التنوع في مجال الترفيه، والذي بدأ بشراء "أكسيس" مجموعة "وارنر ميوزيك جروب" مقابل 3.3 مليار دولار في 2011، والاستحواذ على العلامة التجارية الموسيقية البريطانية "بارلوفون" مقابل 742 مليون دولار.
 

 

- من المعلوم أن "لين" جمع جزءًا كبيرًا من ثروته عندما باع حصته في شركة النفط الروسية "تي إن كيه- بي بي" مقابل 7 مليارات دولار عام 2013، بعدما قرر استثمار 800 مليون دولار فيها بالتقاسم مع شريكين آخرين في تسعينيات القرن الماضي.
 

- تقول "فايننشال تايمز": استطاع رائد الأعمال صاحب المحفظة المتنوعة، جمع 14 مليار دولار من أعمال الموارد الطبيعية الروسية على مدار عقدين، وهو أكبر مكسب لمستثمر أجنبي في البلاد على الإطلاق، والذي يشكل الشق الأكبر من ثروته.
 

- وفقًا لـ"بلومبيرغ"، فإن "أكسيس" تمتلك 20.7% من شركة "ليونديل بازل" التي أصبحت أكبر منتج للبولي بروبيلين في العالم الآن، ويبلغ صافي ثروة "لين" 25.2 مليار دولار، وتجعله رقم 35 في قائمة الأشخاص الأكثر ثراءً عالميًا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.