نبض أرقام
02:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف تغيرت قواعد تقييم قيمة الشركات؟

2019/07/06 أرقام - خاص

منذ قرابة عقدين أو ثلاثة كان تحديد قيمة شركة بعينها أمرًا يسيرًا يعتمد أول الأمر على ما لديها من أصول وحجم مبيعاتها ومستوى ربحيتها، بالإضافة إلى بعض العناصر الأخرى، مثل اسم الشهرة، غير أن الأمر أصبح أكثر تعقيدًا بشدة في الأونة الأخيرة.

 

 

عوامل تحديد القيمة

 

مع حجم مبيعات 233 مليار دولار في عام 2018، أصبحت "أمازون" الشركة التريليونية الأولى في العالم، بينما حققت "وول مارت" مبيعات تبلغ 500 مليار تقريبًا في العام نفسه غير أن قيمتها السوقية لم تصل حتى إلى 25% من قيمة "أمازون".

 

ويعكس هذا تداخل العديد من العوامل الأخرى "غير التقليدية" وزيادة قيمتها النسبية على حساب العوامل التقليدية في تحديد قيمة الشركات، حتى إن شركات تعتمد على "الأفكار" أكثر مما تعتمد على الأصول، مثل "مايكروسوفت" و"أوراكل" وصلت قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات.

 

ووفقًا لموقع "ذا بالنس" فهناك ثلاث طرق يمكن من خلالها تحديد قيمة شركة ما:

 

1- الأصول: وذلك من خلال حساب قيمة إجمالي الأصول التي تستحوذ عليها شركة معينة، وإعطاء اهتمام أكبر للأصول القابلة للتسييل.

 

2- الأرباح والإيرادات: ولا توجد تقديرات واضحة لحساب قيمة الأصل وفقًا للأرباح التي يحققها أو الإيرادات لاختلاف الصناعات.

 

3- الاستدلال بما سبق: أي عمليات البيع المشابهة التي تمت في نفس المجال لشركات مقاربة أو مماثلة في الحجم في الفترات الماضية.

 

المستقبل

 

غير أن أهم العوامل التي تحدد قيم الشركات ولا سيما الكبيرة منها تمتد لتشمل قيمة الاسم أو الشهرة وحجم التعاملات والأهم من ذلك: المستقبل. ولعل المستقبل كان السبب الرئيس وراء  فقدان "آبل" لـ28% خلال أشهر معدودة من قيمة الشركة، بعد وصولها للقيمة التريليونية، بسبب شكوك حول مستقبلها.

 

 

فطرح الشركة لبعض إصدارات الجوالات لم يلق الرواج اللازم مما أثار الشكوك حول زخم تواصل النمو، ووفقا لموقع "سمول بيزنيس" فإن نجاح مثل هذه الإصدارات كان كفيلًا بدفع قيمة الشركة (الضخمة بالفعل) بنسبة 3-5% غير أن ما حدث هو تراجع كبير في قيمتها، وكل هذا بسبب الشكوك حول مستقبلها.

 

وفي هذا الإطار تشير "فوربس" إلى ضعف أداء "وول مارت" في الأسواق الأمريكية على الرغم من النتائج الإيجابية التي تحققها الشركة من حيث حجم المبيعات القياسي، والذي ينمو باستمرار، وبعض صفقات الاستحواذ المهمة التي تبرمها الشركة.

 

ويرجع السبب وراء ذلك إلى ضعف نمو قطاع التجارة الإلكترونية قياسا حيث لم ينمُ القطاع إلا بنسبة 33% في الشركة العملاقة بينما نما سوق التجارة الإلكترونية إجمالا والشركات المنافسة بنسبة تفوق 50%، ما أثار قلقا بشأن مستقبل الشركة.

 

ويترافق هذا مع حقيقة تدخل "أمازون" بصورة كبيرة في سوق التجارة بالتجزئة من خلال شراء سلسلة صيدليات كبيرة وعدد من سلاسل المتاجر الأقل حجمًا من "وول مارت" بما أثار القلق حول مستقبل عملاق تجارة التجزئة.

 

قيم وعلامات تجارية متضخمة

 

وتبرز فكرة الصناعات "الصاعدة" في تقييم قيمة الكثير من الشركات، فمع اعتبار الصناعات العاملة في تكنولوجيا الواقع الافتراضي "الأسرع نموًا في العالم" في عام 2018، نمت الشركات العاملة في هذا المجال بنسبة متوسطة 80% ووصل معدل نمو بعض تلك الشركات الصغيرة إلى 400% في اختراق لافت.

 

ويشير تقرير لمجلة "فورتشن" إلى أن "القيمة الحقيقية" لبعض الشركات متضخمة للغاية بسبب المضاربة عليها أيضًا، بل وتقدر أن بعض الشركات الكبرى في مؤشر الشركات التكنولوجية قد تقل قيمتها الفعلية عن 50% من قيمتها السوقية حاليًا.

 

 

وفي هذا الإطار تقدر "براند زي" المتخصصة في تقييم قيمة العلامات التجارية أن قيمة العلامة التجارية لـ"أمازون" تبلغ 315 مليار دولار بما يضعها في المرتبة الأولى عالميًا، بينما تأتي "آبل" في المركز الثاني بـ309 مليارات دولار.

 

وبقيم تقترب من 100 مليار دولار تظهر شركات عدة من بينها "كوكاكولا" و"بيبسي" واللافت أن قيمة العلامة التجارية تكون الأكبر من بين شركات التكنولوجيا والخدمات، تليها الشركات المعتمدة على "فرانشيز"  بينما الشركات الصناعية التقليدية في مرتبة متأخرة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.