نبض أرقام
02:23 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"جوني إيف".. لماذا قرر رفيق حلم "ستيف جوبز" الرحيل عن "آبل"؟

2019/07/02 أرقام

عند اقتراب الذكرى السنوية العاشرة لإطلاق جوال "آيفون"، اجتمع كبار مصممي البرامج في إحدى البنايات التابعة لنادي خاص في سان فرانسيسكو يدعى "ذا باتري"، على بعد 80 كيلومترًا من المقر الرئيسي للشركة في كوبرتينو، كاليفورنيا، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".

 

 

تم استدعاؤهم في الأساس لشرح الميزات المخطط وضعها بالمنتج إلى رئيس قسم التصميم لدى "آبل"، "جوني إيف"، الذي أصبح نادرًا ما يوجد في مكتبه خلال هذه الفترة، ولمدة ثلاث ساعات بعد ظهر ذلك اليوم في يناير 2017، ظل 20 مصممًا في انتظار ظهور "إيف".

 

وبعد وصوله ومطالعته لعروض المصممين، غادر دون الرد على الأسئلة الرئيسية لهم، وترك أغلبهم في حالة من الحيرة والإحباط، ويقول مشاركون في هذا اللقاء: كان الكثير منا يفكر "كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد" بدا أنه يتنحى لكنه متردد في تسليم مقاليد القيادة.

 

فجوة وشعور بالتهميش

 

- كان هذا اللقاء، حلقة جديدة في مسلسل الفجوة الآخذة في الاتساع بين الطبقة التنفيذية العليا للشركة، والذي لم يكن مرئيًا خارج "آبل"، وفي النهاية أدى إلى تآكل سحر المنتج الذي ابتكره السيد "إيف" والراحل "ستيف جوبز"، وساعد بدوره في تحويل "آبل" إلى شركة أمريكية بارزة عالميًا.

 

- أعلنت "آبل" في السابع والعشرين من يونيو مغادرة "إيف" في وقت لاحق من هذا العام، ليطلق شركته الخاصة للتصميم "لاف فروم"، بعد 23 عامًا من إدارة ما يمكن القول إنها أنجح عملية تصميم في تاريخ قطاع الأعمال.

 

- قليلون من خارج الشركة يعرفون أن "إيف" ظل لسنوات منفصلًا عن قيادة "آبل"، كما يقول أشخاص مقربون من الإدارة، حيث شعر التلميذ النجيب والمقرب من الراحل "جوبز" بالإحباط جراء التركيز المتزايد على العمليات تحت قيادة الرئيس التنفيذي "تيم كوك".

 

 

- يقول أحد المقربين: السيد "إيف" البالغ من العمر 52 عامًا، انسحب من الإدارة الروتينية لفريق مصممي النخبة في "آبل"، ليتركه حائرًا بلا دفة وغير فعال بشكل ملحوظ، والذي ضعف قوامه أكثر بعد تزايد ركاب الراحلين.

 

- هذه الأحداث الداخلية تفسر الكثير عن معضلة "آبل"، فقد كان ظهور أول منتج رئيسي جديد لها في عصر ما بعد "جوبز" قبل خمس سنوات من الآن وهو "ساعة آبل الذكية"، في حين تبدو أعمال "آيفون" متعثرة وآفاقها غائمة للغاية، ولم يكن إصدار "إير بود" كافيًا لدعم المبيعات.

 

- تنازلت "آبل" عن لقب "الشركة الأكثر قيمة في البلاد" والذي احتفظت بها طويلًا لصالح "مايكروسوفت"، ولا يزال سهمها منخفضًا 15% عن مستواه القياسي المسجل في أكتوبر الماضي.

 

الاهتمام بالعمليات على حساب التصميم

 

- لا تزال أعمال "آبل" رابحة بشكل كبير، وأكبر بكثير مما تركها عليه السيد "جوبز"، وبلغت أرباحها خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية 30 مليار دولار، لكن الاضطرابات بدت جلية في الآونة الأخيرة.

 

- رغم رحيل "إيف"، ستواصل "آبل" تعاونها معه، وستدفع ملايين الدولارات سنويًا لشركته الجديدة كي تتمكن من الحصول على خدماته، ومع ذلك، فإن رحيله رسميًا يشكل انتصارًا جديدًا لنشاط العمليات داخل صانعة "الآيفون" على حساب التصميم.

 

- هذا الانتصار بمثابة تحول جوهري من شركة يقودها إنتاج الأجهزة إلى أخرى تهتم بالحفاظ على هوامش الربح والاستفادة من تاريخها لبيع البرامج والخدمات، وهو ما يفسر سبب استغراق محادثات الخلاف بين "إيف" ورفاقه وقادة الشركة ما يزيد على عام.

 

 

- سعى "كوك" وهو مهندس صناعي اكتسب شهرته من إدارته الحكيمة لسلسلة التوريد الخاصة بشركة "آبل" إلى ضمان سعادة وراحة "إيف" على مر سنوات، واعتمد في ذلك جزئيًا على منحه مدفوعات مالية تتجاوز بكثير كبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين.

 

- لكن نادرًا ما كان يرى المصممون السيد "كوك"، وقالوا إنه لم يُبدِ اهتمامًا كبيرًا بعملية تطوير المنتج، وهي حقيقة أزعجت "إيف" كثيرًا وأشعرته بالإحباط لأن مجلس الإدارة أصبح به مديرون من خلفيات مرتبطة بالتمويل والعمليات وليس التقنية أو غيرها من مجالات الأعمال الأساسية للشركة.

 

- قال "كوك" في بيان الإعلان عن مغادرة "إيف": إنني أتطلع لمواصلة العمل معه، إنه شخصية فريدة في عالم التصميم ولا يمكن المبالغة في تقدير دوره في إحياء شركة "آبل".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.