نبض أرقام
02:25 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

ثقافة "الأوفر تايم".. كيف أصبح الأمريكيون مولعين بالعمل كثيراً؟

2019/07/01 أرقام

يحب الأمريكيون العمل بجد بينما يفضل الأوروبيون عيشة حياة ترفيهية، وهذا ما يفسر اختلاف ثقافة العمل بين الجانبين رغم أن الأمور لم تكن على هذا النحو قبل أربعة عقود، وفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست".

 

وفي كتاب تحت عنوان "Spending Time: The Most Valuable Resource" "قضاء الوقت: أكثر الموارد قيمة"، تحدث الخبير الاقتصادي "دانييل هامرمش" عن مدى اختلاف العمل ونمط الحياة في أمريكا عن بقية الاقتصادات المتقدمة.

 

أسباب الفجوة

 

- في النصف الأول من القرن العشرين، تراجع متوسط ساعات العمل الأسبوعية في الولايات المتحدة بشكل كبير من نحو 60 ساعة إلى 40 ساعة.

 

- بحلول عام 1979، بلغ متوسط عدد ساعات عمل الأمريكيين 38.2 ساعة في الأسبوع وتشابهت هذه الفترة مع نظرائهم في أوروبا، وبعد هذا التوقيت، بدأت الأمور في الاختلاف بين الجانبين.

 

- زاد متوسط عمل الأمريكيين لاحقاً إلى 39.4 ساعة أسبوعيا عام 2000 قبل التراجع إلى 38.6 ساعة عام 2016 مع الأخذ في الاعتبار أن الاختلاف الرئيسي بين متوسط العمل في الولايات المتحدة وأوروبا يكمن في العطلات.

 

- في ثمانينيات القرن الماضي، بدأ الأوروبيون يحصلون على المزيد من العطلات السنوية على عكس الأمريكيين، وبمرور الوقت، بلغ متوسط عدد ساعات العمل في الولايات المتحدة 34 ساعة أسبوعياً، وهو ما زاد بست ساعات عن الفرنسيين وبثماني ساعات عن الألمان.

 

- أرجع البعض هذه الفجوة في ساعات العمل بين الأمريكيين من ناحية والأوروبيين من ناحية أخرى إلى عوامل ثقافية، ولكن كما ذكر "هامرمش" في كتابه، من الصعب تفسير سبب تغير ثقة الأمريكيين في العمل فجأة عن بقية دول العالم خلال العقود الأربعة الماضية.

 

- من بين العوامل الأخرى الضرائب المنخفضة التي تزيد القيمة الناتجة عن ساعات العمل الإضافية، وأيضاً أدى انخفاض فاعلية النقابات العمالية بأمريكا إلى إضعاف مساومة العمال على رواتب أعلى مما دفعهم إلى العمل بشكل إضافي.

 

- أما العامل الأكثر عقلانية وراء زيادة عدد ساعات العمل في أمريكا عن نظيرتها في أوروبا، فهو عدم وجود أي قيود قانونية للعمل الإضافي أو في العطلات بأمريكا، بينما حددت فرنسا وألمانيا عدد الساعات الإضافية لكل موظف.

 

 

ثقافة "الأوفر تايم"

 

- حددت فرنسا عدد ساعات العمل الأسبوعية عند 35 ساعة، واكتشف "هامرمش" نماذج مشابهة في آسيا، ففي اليابان خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات، مرر البرلمان قوانين لخفض ساعات العمل الأسبوعية من 48 إلى 40 ساعة لكن كان يحق للموظفين العمل لساعات إضافية مدفوعة.

 

- بعد خفض ساعات العمل في اليابان وحتى في كوريا الجنوبية بين عامي 2004 و2008، حصل الموظفون على رواتب أقل، ولكنهم أصبحوا أكثر سعادة.

 

- في الآونة الأخيرة، ركزت اتحادات ونقابات العمال في أمريكا على زيادة الحد الأدنى للأجور، وهو ما حدث بالفعل، وأقرت بعض الولايات زيادة إلى 30 دولارا في الساعة.

 

- أسفرت زيادة الأجور عن تحفيز العمال في أمريكا على العمل لثماني أو تسع ساعات إضافية أسبوعياً (أوفر تايم) مقارنة بنظرائهم منخفضي الراتب، وهنا يسلط الكاتب الضوء على فجوة عدم المساواة في الدخل حيث يعمل فائقو الثراء لساعات طويلة، ويعمل أيضاً منخفضو الدخل لساعات طويلة، والاختلاف في حجم ما يتم كسبه في الحالتين.

 

 

الإنتاجية أم السعادة؟

 

- أشار أحد أهم الاقتصاديين وهو "جون ماينارد كينز" إلى حلمه الشخصي بأن يصل عدد ساعات العمل في أمريكا إلى 15 ساعة فقط في الأسبوع، كما كشف رواد أعمال وحكومات عن تجربة تقليص عدد أيام العمل الأسبوعية من أجل تعزيز سعادة الموظفين.

 

- يرى محللون أن الفترة المناسبة للعمل أسبوعياً تتراوح بين 35 و40 ساعة كي تتحقق الكفاءة في العمل، وأي ساعة إضافية، ستتسبب في ضغوط نفسية على الموظفين، وأي تراجع عن العدد المذكور، ستقل الإنتاجية، وسوف تخسر الشركات الكثير من الجهد.

 

- من هنا، يطرح سؤال: "هل يجب تقليص ساعات العمل كي يكون الموظفون أكثر سعادة، أم يتم الإبقاء على العدد الحالي للحفاظ على الإنتاجية؟

 

- في دول العالم المتقدم لا سيما الولايات المتحدة، يحصل المواطنون على أكثر مما يكفيهم من أجل المعيشة هم وأسرهم، ولكنهم يسعون نحو تحسين ظروفهم المعيشية وشراء منازل وسيارات وقضاء عطلات في منتجعات ترفيهية، وهو ما يدفعهم للعمل بشكل إضافي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.