"لوكين كوفي".. سلسلة المتاجر التي تُهدد ريادة "ستاربكس" في أهم أسواقها

تفتتح "ستاربكس" متجراً جديداً في الصين كل 15 ساعة، أو بوتيرة سنوية تصل إلى 500 متجر، وفقاً لتصريحات أدلت بها الرئيسة الإقليمية للشركة "بليندا وونغ" في ديسمبر عام 2017، وتعكس حجم رهان سلسة متاجر القهوة على ثاني أكبر اقتصادات العالم.

وجاءت هذه التصريحات عقب افتتاح أكبر متاجر السلسلة حول العالم في شنغهاي، والذي امتد على مساحة 30 ألف قدم مربع (أكثر من 2700 متر مربع)، لكنه فقد هذا اللقب في فبراير الماضي بعد افتتاح فرع جديد في طوكيو على مساحة 32 ألف قدم.

على أية حال، فإن الصين هي ثاني أكبر وأسرع الأسواق نمواً لـ"ستاربكس"، وتتوقع الشركة أن تتجاوز حجم السوق الأمريكي في المستقبل، وتخطط للوصول بإجمالي عدد متاجرها في البلد الآسيوي إلى أكثر من 5 آلاف متجر بحلول عام 2021.

اهتمام سلسلة القهوة العالمية بالسوق الصيني، لا ينبع فقط من الإقرار بالقدرات الاستهلاكية الهائلة للبلد صاحب التعداد السكاني الملياري والتحسن في المستوى المعيشي لأغلب هؤلاء السكان، ولكن يأتي أيضاً من التحول بعيداً عن ثقافة الشاي السائدة في البلاد.

وفي ظل هذه العوامل المشجعة لصناعة القهوة، كان من الطبيعي أن تضاعف "ستاربكس" رهانها على السوق الصيني الواعد أملاً في الهيمنة على الحصة الأكبر من أعمال متاجر القهوة في البلاد، لكن طموح وآمال الشركة الأمريكية اصطدمت بحجر المنافسة المحلية.

لوكين كوفي

- تأسست "لوكين كوفي" التي وصفتها مجلة "فوربس" بأنها كابوس "ستاربكس" الأسوأ الذي بات حقيقة، في أكتوبر عام 2017، ورغم أنها لم تتم عامها الثاني بعد، فإنها تحقق انتشاراً سريعاً في البلاد، بسلسلة متجار تُعد بالمئات وإن كانت صغيرة الحجم.

- بحلول يناير من هذا العام، كان عدد متاجر "ستاربكس" في الصين يبلغ 3521 متجراً، ويصف محللون هذا السوق بأنه الأنسب لمداواة أكبر مشاكل السلسلة الآن، وهي تشبع السوق المحلي (الولايات المتحدة) بالمتاجر ومعروض القهوة.

- من المتوقع أن يصل عدد المتاجر النشطة لـ"ستاربكس" في الصين إلى 4121 متجراً بنهاية عام 2019، وهو ضعف العدد الذي امتلكته قبل 4 أعوام تقريباً، لكن الخبر السيئ هو أن عدد متاجر "لوكين" سيقفز من 2000 إلى 4500 خلال الأشهر المتبقية من هذا العام.

- يعكس هذا النمو المتسارع قدرة الشركة المحلية على منافسة واحدة من أشهر العلامات التجارية الغربية، وفي حين أن كليهما يقدم القهوة للمستهلك، فعلى عكس "ستاربكس"، فإن معظم متاجر "لوكين" ما هي إلا كبائن صغيرة لتلقي الطلبات وتسليمها مباشرة أو شحنها.

- في يونيو عام 2018، أعلنت "ستاربكس" عن تباطؤ مفاجئ لنمو مبيعاتها في الصين، وكانت أبرز الأمور التي ألقت باللائمة عليها في هذا الأمر، هو المنافسة المتزايدة، والتي فسرها المحللون على أنها إشارة إلى "لوكين".

- هناك منافسة متزايدة بالفعل في جوانب أخرى غير المبيعات واستقطاب الزبائن، ففي مايو الماضي، رفعت "لوكين" دعوى قضائية ضد منافستها الأمريكية تتهمها بارتكاب ممارسات احتكارية بغرض الهيمنة على السوق بشكل غير عادل.

- في أوائل مارس من هذا العام، نقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة قولها، إن الشركة الناشئة (التي أصبحت ثاني أكبر بائع لمشروبات القهوة في الصين) تتفاوض مع ثلاثة بنوك من بينها "كريدي سويس" لتولي مهام طرح أسهمها في الولايات المتحدة هذا العام.

- قالت الوكالة أيضاً إن مصرفي "جولدمان ساكس" و"مورجان ستانلي" يقدمان المشورة للشركة في هذا الصدد، مضيفة أن "لوكين" التي تعد واحدة من أسرع الشركات التي تحصل على لقب "يونيكورن"، تستهدف تقييمها بنحو 3 مليارات دولار في الطرح العام الأولي.

لوكين تفهم السوق أفضل

- بحسب "سي إن إن"، فإن الأمر الأكثر أهمية الذي أكسب "لوكين" شعبية جارفة وسريعة، هو تسخيرها للتكنولوجيا في صميم أعمالها منذ البداية، فمنافذها لا تقبل النقدية، وبدلًا من ذلك يمكن للعملاء الدفع عبر تطبيق السلسلة الخاص.

- التطبيق يوفر للعملاء المميزين مكافآت نظير ولائهم لعلامة "لوكين"، كما أنه يوفر الكثير من الوقت، فما على العميل سوى تحديد طلبه والذهاب إلى أقرب متجر للحصول على مشروبه، وهي خدمة تتزايد شعبيتها بشكل كبير في الصين، ولم توفرها "ستاربكس" حتى وقت قريب.

- وفقاً لتقرير أعده محللون لدى "جولدمان ساكس"، فإن ما يقرب من 70% من عملاء "لوكين" دون الثلاثين من عمرهم، مقارنة بـ50% من عملاء "ستاربكس"، كما أن 84% من متاجر السلسلة الصينية تقع داخل مراكز تجارية وعقارات إدارية.

- يقول موقع "تك نود": نمت خدمات طلب الطعام عبر الإنترنت بشكل غير متوقع، واعتاد الشباب الصينيون على استلام الأطعمة والمشروبات أمام أبواب منازلهم، وفيما يصل متوسط تكلفة التوصيل لمرة واحدة إلى 4.1 دولار في أمريكا فإنها تسجل 0.8 دولار في الصين.

- تطارد "لوكين" المقيمة حالياً بـ2.2 مليار دولار (قبل الطرح العام المستهدف) منافستها الرئيسية "ستاربكس" عبر إنفاق عشرات الملايين من الدولارات على التوسع وافتتاح المنافذ الجديدة، وتحديداً بوتيرة بلغت 130 مليون دولار سنوياً وفقاً لـ"بلومبرج".