كيف يمكن تحقيق التعاون والتكامل بين الإنسان والآلة؟

- يمثل التعاون بين الإنسان والآلة نموذجًا متطورًا حيث يتعاون البشر مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من مجرد استخدامه كأداة.

- ومن ثمَّ، يسهم كل منهما بمميزاته الفريدة، حيث يوفر الإنسان الحسّ الحركي والتكيّف مع الظروف المتغيّرة، في حين يضيف الذكاء الاصطناعي السرعة والدقة في التنفيذ، ويتمثل جوهر هذا التعاون في سدّ الفجوات في القدرات والذكاء بين كل منهما.

- يعتقد العديد من الخبراء أننا على أعتاب العصر الثالث للحوسبة، حيث يتم إيلاء التركيز على التعاون بين الآلة والإنسان.

- يمكن للبشر في المستقبل أن يعتبروا أنظمة الذكاء الاصطناعي شركاء يتمتعون بمهارات فريدة، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستفادة من التكنولوجيا في حياتنا اليومية.

- ومع ذلك، هناك قلق يساور البعض من أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى نقص العمالة البشرية، كما قد يسهّل على الأفراد الاعتماد على التكنولوجيا بشكل زائد، مما يحد من تطوير مهاراتهم الخاصة.

- عادةً ما يتم مزامنة التعاون بين الإنسان والآلة لضمان تفاعل فعّال، ويتحكم الإنسان أو الآلة أو كلاهما في هذه المزامنة، مما يضمن التكامل السلس في أداء المهام المعقدة.

- ويُعرف النظام الآلي، مثل الروبوت، بأنه آلة تعمل جنبًا إلى جنب مع الإنسان لإتمام مهام معقدة في سلسلة من المهام الفرعية.

- تتطلب المهام الفرعية للإنسان قدرات حسية وحركية متقدمة، مع القدرة على التكيّف مع التغيرات، في حين تكون المهام الفرعية للجهاز متكررة وتتطلب دقة عالية في التنفيذ.

- يجمع هذا التعاون بين قدرة الإنسان على التكيّف وسرعة الآلة ودقتها لتحقيق أداء متفوق في مجالات متنوعة.

مزايا التعاون بين الإنسان والآلة

- تتجلى مزايا التعاون بين الإنسان والآلة في تعزيز قدراتهم التشغيلية وزيادة نقاط قوتهم بتعويض عيوب بعضهم البعض.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

- يسهم هذا التعاون أيضًا في تقليل الأخطاء البشرية وتقديم المساعدة للموظفين، وبفضل الآلات، يمكن للبشر القيام بمهام لم يكونوا قادرين على تنفيذها بمفردهم.

أمثلة على التعاون الحالي بين الإنسان والآلة:

- تستخدم لعبة الكمبيوتر Foldit تعاون الإنسان والآلة في طي البروتينات الاصطناعية وفهم بنيتها لمحاربة الأمراض البشرية، مما يجمع بين التدخل البشري اليدوي والذكاء الاصطناعي في العملية.

- في عالم الشطرنج، تمكن فريق من الهواة من هزيمة أجهزة كمبيوتر عملاقة بمساعدة نظام ذكاء اصطناعي، مما أدى إلى إنشاء فئة جديدة من الشطرنج تعرف بـ "شطرنج القنطور" الذي اتحد فيه البشر مع الآلة.

- شركة Knowledge Ventures اليابانية انتخبت نظام ذكاء اصطناعي للانضمام إلى مجلس إدارتها، مما أثرى التعاون بين الآلة والإنسان في مسيرة الشركة.

- تعمل الطائرات بدون طيار كوكيل تعاوني في الجيش، حيث تتولى الآلات المهام الأمامية بمساعدة بشرية افتراضية.

- توفر بدلة الجندي الأمريكي تالوس، والتي يجري تطويرها من قِبل الجيش الأمريكي، هيكلًا خارجيًا مزودًا بالطاقة، مما يتيح لها أداء مهام معقدة مع تجربة شبيهة بأفلام الخيال العلمي.

تحديات التعاون بين الإنسان والآلة

- من المعروف أن الآلات أقوى من البشر، ولذا فمن الضروري أن يحظى الشركاء البشريون بمكانة مهمة في أي بيئة تعاونية.

- ومن ثمَّ، فإن وضع البشر الذين قد يكونون "ضعفاء" بالقرب من هذه الآلات القوية يمكن أن يشكّل خطرًا على سلامتهم.

- للحد من هذه المخاطر، يتم الآن منع البشر من العمل بالقرب من الروبوتات النشطة وعزل الآلات والبشر في مناطق عمل منفصلة تمامًا.

- يعزز فصل البشر بواسطة دروع وقضبان من مستويات الأمان، لكن الانفصال التام ليس دائمًا ممكنًا في بيئات التعاون، مما يستلزم من البشر التعامل مع الروبوتات النشطة، المعروفة أيضًا باسم الروبوتات التعاونية.

التحميل الزائد للبيانات

- يعمل التعلم الآلي وتحليلات البيانات على استخدام البيانات المصفاة وغير المصفاة، حيث يتعين إجراء فحص دقيق لاتجاهات السوق الحديثة وسلوك العملاء وأنماطهم واحتياجاتهم.

- تستخرج هذه التحليلات رؤى قيمة من البيانات لمساعدة المؤسسات في اتخاذ قراراتها، ومع ذلك، يمكن أن تثقل الكميات الهائلة من البيانات أنظمة الحوسبة، مما يؤدي إلى تأخير اتخاذ القرارات الدقيقة.

- يساهم الذكاء الاصطناعي في تحقيق فعالية التكلفة والكفاءة في عمليات الشركات، حيث تواجه بعض الشركات تحديات في الوصول إلى هذه الأدوات والبرامج، مما يعيق قدرتها على التوسع والتكيف.

إعادة تصميم الأدوار للبشر والآلات

- فيما يتعلق بإعادة تصميم الأدوار للبشر والآلات، ينبغي تعزيز التعاون بين البشر والآلات بالنظر في السياق الاجتماعي والتكنولوجي الشامل.

- مع تقدم قدرات الآلات، ستلعب دوراً أكبر في بيئات العمل، مما قد يؤدي إلى تحمل مسؤوليات جديدة في سياق التعاون بين الإنسان والآلة، ويحدث تحول في ديناميكيات فرق العمل بين الإنسان والآلة.

التواصل بين البشر والآلات

- يُمثل التواصل بين البشر والآلات تحديًا كبيرًا أمام التقدم في التعاون بينهما، فالروبوتات بحاجة إلى أن تكون قادرة على شرح قدراتها بشكل واضح للبشر.

- وغياب القدرة على هذا التفاهم يجعل التعاون بينهما صعبًا، ويتضمن التحدي أيضًا السلوك غير اللفظي، مثل قدرة الروبوتات على تفهم الإشارات اللفظية التي يمكن أن يتفاعل بها البشر.

- من المهم أن يتمكن البشر من فهم الغرض من وجود الروبوت بشكل أفضل، وهذا يتطلب تحسين قدرة الروبوتات على الاستشعار والتواجد بشكل فعّال.

- لذا يُعد إيجاد طرق لتسهيل الفهم المشترك بين البشر والروبوتات أمراً حيوياً، خاصة فيما يتعلق بتوقعات ونوايا الإنسان، حيث يمكن أن يؤدي تفسير غير دقيق إلى تأثيرات غير مرغوب فيها.

- بالإضافة إلى ذلك، تُعد آليات ردود الفعل والتفاعلات الجسدية بين البشر والروبوتات ضرورية لتعزيز التواصل الفعال والمتبادل بينهما.

المرونة والتكيّف

- يحتاج تعزيز التعاون بين الإنسان والآلة إلى مزيد من الحنكة والقدرة على التكيّف، يمتلك البشر القدرة على التأقلم واستخدام قدراتهم في سياقات متنوعة وجديدة، بينما تتطلب الروبوتات برمجة متقدمة لتحقيق نفس مستوى المرونة.

- لقد علمتنا القدرة البشرية على التكيّف الكثير، مثل تكييف اللغة البشرية مع تبني الرسائل النصية بشكل واسع.

- ويجب ألا ننتظر حتى تتقارب اللغة البشرية والروبوتية، بل ينبغي أن نجري تحقيقًا متعمقًا في السيناريوهات التي يمكن فيها للبشر، وليس الروبوتات، التكيف.

- تركز الشركات الرائدة حاليًا على تطوير استراتيجيات أعمال مبتكرة، معتمدة على أنظمة بديلة للتعاون بين الإنسان والآلة، مما يُعزز القدرات البشرية ويفتح آفاقًا جديدة للفرص التجارية.

- أما فيما يتعلق بمدى قدرة البشر على التعامل مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل، فإن هذا الأمر لا يزال مجهولًا، لكن من المؤكد أن المستقبل سيفتح أبوابًا لا تُصدّق لقادة الأعمال، وسيُغيّر بنيات بيئات العمل التي نعرفها اليوم.

المصدر: نوليدج نايل