حاملات الطائرات.. آلة الحرب التي تمتلكها القوى العظمى وقدراتها في عصرنا الحديث

تعد حاملات الطائرات آلة ردع قادرة تعمل بمثابة قاعدة قوية متحركة على البحر وتمكن أي دولة من نشر قوات جوية حول العالم دون النظر إلى المسافة، فما هو هذا السلاح؟ وكيف تطور؟ هذا ما يحدثنا عنه تقرير نشرته "نيفي لاين".

يمكن أن يصل طول حاملة الطائرات حالياً إلى 333 متراً وإزاحتها 106.3 ألف طن متري، ويعمل عليها أكثر من ثلاثة آلاف بحار.

ما هي حاملة الطائرات؟

- عبارة عن سفينة حربية ضخمة يمكنها حمل عشرات الطائرات والقوات ووسائل الدفاع والهجوم إلى مناطق معارك بعيدة المدى، واشتهرت في الحرب العالمية الثانية لكنها كانت تعمل في نطاق قصير المدى لا يتخطى عدة مئات من الأميال.

- يرجع تاريخ هذا النوع من السفن العملاقة إلى القرن التاسع عشر وكانت تسمى حاملة المناطيد، حيث كان يعلق بها عدة مناطيد لأغراض المراقبة، ولكن عام 1849، استخدمت البحرية النمساوية حاملة المناطيد في محاولة فاشلة لإسقاط قنابل على مدينة البندقية، واستخدمها الأمريكيون في الحرب الأهلية أيضاً للمراقبة.

- عندما ظهر عصر الطائرات ذات الأجنحة الثابتة عام 1903، استغرق الأمر ثماني سنوات لدى البحرية الفرنسية لتطوير حاملة طائرات، ولكن لم يكن يسمح للطائرات بالإقلاع من على متنها، بل كان يتم إنزالها في المياه ثم الإقلاع، وفي عام 1911، طورت باريس حاملة الطائرات "يوجين".

- وبحسب ما ذكر "زي ناشونال إنتيريست"، فقد تمكنت البحرية الفرنسية عام 1918 من تحويل السفينة الحربية "إتش إم إس أرجوس" إلى حاملة طائرات ذات سطح مستوٍ.

- ظهرت أول حاملة طائرات حقيقية بشكلها الشبيه بالحالي على يد اليابانيين في عشرينيات القرن الماضي، وعملت طوكيو على تطويرها وتصميمها بشكل أفضل على مدار السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية حتى صارت تشغل تسع حاملات طائرات بحلول عام 1941.

- كانت أكبر حاملتي طائرات دشنتهما اليابان "Akagi" و"Kaga" كل واحدة منهما تمكنت من حمل 90 طائرة، وفي نفس الوقت، تمكنت دول الحلفاء من بناء حاملات طائرات هي الأخرى قادرة على حمل 100 طائرة وأكثر.

القوة الأمريكية

- كانت أول حاملة طائرات تبنيها أمريكا هي "يو إس إس لانجلي"  في عام 1922 وبلغت إزاحتها 11.5 ألف طن وطولها 165 متراً، وعمل عليها 468 بحاراً، في حين بلغت سرعتها 15.5 عقدة (نحو 30 كيلومتراً في الساعة)، ودخلت عليها تطويرات كثيرة في التصميم ومحركات الدفع والسرعة والقدرة.

- عام 1927، تم تدشين حاملتي الطائرات "ليكسينجتون" و"ساراتوجا" وكانتا أعلى كفاءة من "لانجلي" من حيث السرعة التي بلغت نحو 65 كيلومتراً في الساعة والإزاحة التي بلغت 37 ألف طن.

- كانت هذه القطع البحرية العملاقة يتم بناؤها وفق تصميم سفينة حربية، ولكن أول حاملة طائرات تبنيها أمريكا من البداية كحاملة هي "يو إس إس رينجر" عام 1934.

- توالى بناء حاملات الطائرات ودخل عليها العديد من التطوير في الطول وشكل التصميم وقوة المحركات وعدد الطائرات التي يمكنها استيعابها ونطاق عملياتها الحربية.

- منذ خمسينيات القرن الماضي، بدأ العصر النووي وتسارعت القوتان العالميتان الولايات المتحدة وروسيا في استغلال الذرة في العمليات الحربية، وتمكنت كل من واشنطن وموسكو من تشغيل تلك السفن الضخمة بمفاعلات نووية صغيرة على متنها مما يمنحها سرعات أعلى وقدرات أكبر في المناورة.

قدرات فائقة

- ظهرت فاعلية حاملة الطائرات بشكل كبير مع أوائل الحرب العالمية الثانية عندما تقاتل الحلفاء والنازيون عبر المحيطَين الأطلنطي والهادئ، وهي ساحة حرب واسعة النطاق تحتاج لشن هجوم قوي من مناطق قريبة.

- استغل اليابانيون حاملة الطائرات في وضع عشرات المقاتلات والقاذفات بعيدة المدى واستهداف الأسطول الأمريكي في "بيرل هاربر" عام 1941، وفي العام التالي، أصبحت حاملتا طائرات أمريكية ويابانية في مواجهة بعضهما، ونتج عن هذه المعركة إغراق الحاملة الأمريكية "ليكسينجتون".

- بالطبع تحمل حاملة الطائرات عشرات الطائرات الحربية، ومع ذلك، فهي ضعيفة من تلقاء نفسها في مسرح المعارك، فمن الممكن إغراقها بسهولة بواسطة غواصة مثلاً.

- مع التطور الذي طرأ عليها، أصبحت حاملة الطائرات لا تعمل إلا في حماية أسطول من السفن الحربية الأخرى كالفرقاطات والمدمرات والغواصات وزوارق سريعة بالإضافة إلى مروحيات للاستطلاع والمناورة.

- في يومنا هذا، تمتلك عدة دول حول العالم حاملات طائرات أبرزها وأكثرها الولايات المتحدة، وأعلنت الصين مؤخراً تدشين ثالث حاملات طائراتها، كما أعلنت روسيا تدشين ثاني حاملة طائرات بعد تضرر التي بحوزتها.

- يجب التفرقة بين حاملات الطائرات المقاتلة ونظيرتها الحاملة للمروحيات، فكلتاهما حاملات طائرات، لكن الأولى يمكنها نقل مقاتلات وقاذفات مثل "إف 16" و"إف 35" و"بي – 52"، بينما الثانية قادرة على حمل مروحيات "أباتشي" و"كاموف كا 52" كالتي في حوزة مصر.