كيف يحظى المساهم الصغير بنفوذ المستثمر النشط دون مليارات في حسابه البنكي؟

يستحوذ المستثمرون النشطون المحترفون على حصص كبيرة في الشركات، ويستخدمون نفوذهم للضغط على الشركات لإجراء تغييرات، لكن المساهمين قد لا يحتاجون لوجود مليارات تحت تصرفهم للدفع نحو التغيير.

وفي السنوات الأخيرة تزايد هذا النشاط في بعض الأسواق مع تدفق المستثمرين من أمريكا وأماكن أخرى، وأصبحت أساليبهم أكثر تطورًا، وفي أي وقت من المحتمل وقوع عدد من الشركات في مرمى المستثمرين النشطين، بحسب تقرير لـ"التلغراف".

وفي بريطانيا على سبيل المثال، يخوض كل من بنك "باركليز" وشركة التعدين "بي إتش بي بيليتون" حاليًا، مصادمات مع مستثمرين نشطين استحوذوا على حصص تقدر بنحو 5% من الأسهم، ويدفعون تجاه تغيير كبير، وفي الوقت نفسه واجه عملاق النفط الهولندي البريطاني "رويال داتش شل" تمردا متكررا من المساهمين بسبب أجور التنفيذيين.

لكن ما الطرق التي يمكن من خلالها للمستثمرين الأفراد ممارسة حقوقهم كمساهمين ولعب دور مماثل للمستثمرين النشطين بأسلوب خاص؟

حقوق المساهمين

- للمساهمين الحق في حضور وطرح الأسئلة في أي اجتماع رسمي (مثل الاجتماعات السنوية أو الاستثنائية) والتصويت على أي قرارات يتم طرحها عليهم.

- تقول رئيسة إدارة الاستثمار الأوروبي لدى "فانجارد" "أدريان مونلي": يميل المساهمون للتصويت في الموضوعات الشائعة، مثل انتخاب مجلس الإدارة، والموافقة على تقارير التدقيق، ورواتب التنفيذيين، وأحيانًا القضايا المطروحة من قبل المساهمين المهمين، لكن استراتيجية العمل الخاصة بالشركة ليست شيئًا مطروحًا للتصويت.

- رغم أن قوة التصويت الفردي تتضاءل أمام قوة المؤسسات الاستثمارية الكبيرة، إلا أنه لا يزال هناك إمكانية لتحقيق ضغط حقيقي، ويمكن للمستثمرين الأفراد الذين هم أيضًا عملاء للشركات أن يكون لهم تأثير كبير.

- يقول الرئيس التنفيذي لمتجر الاستثمار البريطاني "شير سنتر" "ريتشارد ستون": الميزة التي يملكها صغار المستثمرين هي عددهم الكبير وليس حجم الأسهم في يد كل منهم.

- تنظر بعض الشركات إلى عدد الأشخاص الذين صوتوا بدلًا من عدد الأصوات الذي يتفاوت بناءً على الحصة التي يملكها كل مستثمر، وعلى سبيل المثال إذا صوتت ثلاث مؤسسات استثمارية كبرى لصالح قرار ما، وصوت عدد من حملة الأسهم الصغار ضده، يمكن أن يشجع ذلك الشركة على الاستماع لهم.

- يضيف "ستون": الاجتماعات السنوية فرصة ثمينة للمساهمين الصغار، إذا حضر مثلًا 10 آلاف شخص في لقاء لشركة ما فمن المؤكد أنهم سيثبتون وجودهم ويشكلون قصة إخبارية جديرة بالتداول، وبطبيعة الحال سيكون بمقدورهم ممارسة الضغط المطلوب على مجلس الإدارة.

المساهمون المعينون

- يمتلك معظم المستثمرين الآن أسهمًا عبر شركات لتقديم خدمات استثمارية على الإنترنت، لكن ليس كل هذه الخدمات تسمح لحملة الأسهم بممارسة حقوقهم، ويرجع ذلك إلى أن مثل هذه الاستثمارات تعقد على أساس الشخص المتعامل، حيث تعد شركة الاستثمار نفسها هي المساهم.

- في بعض البلدان مثل المملكة المتحدة، وسع قانون الشركات الحقوق الكاملة لحاملي الأسهم لتنطبق على المساهمين المعينين من قبل المستثمرين الأصليين للنيابة عنهم، لذا ينبغي على المستثمرين اختيار ممثليهم بعناية.

- يمكن لعملاء "هارجريفز لانسداون" وهو أكبر متجر استثماري في بريطانيا، طلب حضور الاجتماعات والتصويت في الشركات التي يساهمون بها من خلال المتجر، أو حتى إرسال تعليمات وتوصيات التصويت عبر البريد الإلكتروني.

- يسمح "إنتراكتيف إنفستور" لصغار المستثمرين بالاشتراك مجانًا في خدمة تتيح لهم الحصول على جميع مواد المساهمين والتصويت على القرارات، في حين يمكن لعملاء متاجر استثمارية أخرى (منها متجر تابع لـ"باركليز") المطالبة بحق التصويت وحضور الاجتماعات.

- لكن يذكر هنا أن بعض المتاجر الاستثمارية تفرض رسومًا على هذه الخدمات، ومن المحتمل أنها تحدد مواعيد نهائية لتقديم الطلبات قبل انعقاد الاجتماعات أو التصويت.

استثمارات الصناديق

- بالنسبة لاستثمارات الصناديق، يرجع الأمر إلى مدير الصندوق في كيفية التصويت على القضايا المتعلقة بأي من الشركات التي يمتلك فيها حصصًا، ولا يزال بإمكان المستثمر الصغير التواصل مع الشركة المشغلة للصندوق من أجل إبداء آرائه.

- تقوم العديد من الصناديق بنشر معلومات عبر الإنترنت حول نشاط التصويت في الشركات التي تستثمر فيها، والبعض يفعل ما هو أكثر بتقديم معلومات مفصلة عن سياسات التصويت الخاصة بهم، وعلى سبيل المثال فإن أحد أكبر مديري الأصول في العالم "فانجارد" يعلن كيفية اتخاذ قرارات التصويت، وما هي الأهداف التي يضعها نصب عينيه.

مجموعات العمل

- بالنسبة للمستثمرين المتحمسين، هناك منظمات تمثل المساهمين الأفراد، مثل اتحادات المساهمين، وغيرها من الروابط التي تتحمل مهام التحدث إلى المنظمين وتشكيل مجموعات عمل، وممارسة العديد من الأنشطة التي تهدف بالمقام الأول لرعاية حقوق حاملي الأسهم.