كيف أنفقت كبرى الشركات الأمريكية ما ربحته من الخفض الضريبي؟

أقرت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" العام الماضي قانون خفض الضرائب على الشركات إلى 21% من 35%، وصرح الرئيس بأن هذا الأمر سيعزز من فرص العمل في الولايات المتحدة كما سيزيد الحصيلة الضريبية.

كان لهذا القرار مردود إيجابي على المستثمرين – ولكن ليس بشكل كبير على العمالة – نظرا لأن العديد من الشركات أعلنت إعادة جزء كبير من سيولتها النقدية التي تحتفظ بها خارج الولايات المتحدة، واستفاد مساهمو تلك الشركات بشكل كبير في شكل توزيعات نقدية سخية، وتناولت "تايم موني" تقريرا عن كيفية استفادة تلك الشركات من الخفض الضريبي.

التوزيعات النقدية

- تقترب برامج التوزيعات النقدية وإعادة شراء الأسهم التي أطلقتها الشركات الأمريكية من بلوغ تريليون دولار، وتمثل برامج إعادة شراء الأسهم على وجه الخصوص استراتيجية تستهدف بها الشركات زيادة أسعار أسهمها، ومن ثم زيادة الأرباح لكل سهم.

- لا ينعكس ذلك بشكل إيجابي كبير على الاقتصاد الأمريكي، ولكن يظهر مردوده في تحركات سوق الأسهم، وعززت الشركات المدرجة على مؤشر "S&P 500" توزيعاتها النقدية للمساهمين بحوالي 182 مرة حتى الآن هذا العام.

- منح ذلك المستثمرين حافزا كبيرا لشراء أسهمها والاحتفاظ بها، ودعم الخفض الضريبي أيضا أرباح العديد من الشركات الكبرى وحفز الكثير منها على إعادة ما تحتفظ به من مليارات الدولارات في الخارج إلى أمريكا.

- رغم ذلك، يرى محللون أن الخفض الضريبي لم يكن محفزا قويا للشركات من أجل إضافة وظائف وزيادة عدد العمالة لديها أو حتى رفع أجور الموظفين لديها.

- كالعادة، تفوقت "آبل" على الشركات الأمريكية الكبرى في برنامج إعادة شراء الأسهم حيث أطلقت برنامجا بحوالي 100 مليار دولار – تمثل جزءا كبيرا من السيولة النقدية المقدرة بـ252 مليار دولار وتحتفظ بها في الخارج وقررت إعادتها للولايات المتحدة بعد قانون الخفض الضريبي.

آثار فورية

- تمثل برامج إعادة شراء الأسهم أثرا إيجابيا فوريا يستفيد منه المستثمرون كثيرا، كما أنه يعد ردة فعل سريعة على مطالبات المساهمين ومكافآتهم.

- تعد برامج إعادة شراء الأسهم أنباء سارة للمديرين التنفيذيين في الشركات التي تربط رواتبهم ومكافآتهم بتحركات وأسعار الأسهم حيث إن تلك البرامج تجعل السهم أعلى قيمة.

- بعد أن أعلنت "آبل" عن برنامجها لإعادة شراء الأسهم بداية مايو/أيار، قفز سهم الشركة المنتجة لـ"آيفون" بأكثر من 11% حتى الثامن عشر من الشهر.

- لم تكن "آبل" وحدها، فقد أعلنت العديد من الشركات الأخرى برامج استثمارية ضخمة وزيادة في أعداد الوظائف.

- في يناير/كانون الثاني، كشف المدير التنفيذي لـ"آبل" "تيم كوك" عن خطة بقيمة 350 مليار دولار تشمل بناء مقر ثان نتيجة توفير الشركة 38 مليار دولار سنويا من الخفض الضريبي.

- أعلنت شركات مثل "وول مارت" و"إيه تي آند تي" في أمريكا مكافآت لموظفيها بعد إقرار الخفض الضريبي، ولكنّ مسحا أجراه "مورجان ستانلي" توقع استفادة العمالة بعائد نسبته 13% من الخفض الضريبي مقارنة بالتكهنات السابقة بعائد نسبته 43% في شكل زيادة التوزيعات النقدية وإعادة شراء أسهم.

- قال أحد النشطاء السياسيين "رالف نادر" في خطاب لـ"كوك" إن "آبل" عليها إنفاق ما جنته من الخفض الضريبي على الموظفين بدلا من فوائد قصيرة المدى للمسؤولين التنفيذيين والمستثمرين.

- بدأت شركات مثل "آبل" بالفعل جني ثمار الخفض الضريبي وكشفت عن استثماراتها الأكثر أهمية، لكنها لم تفصح عن توجيه أي سيولة لتوفير وظائف جديدة أو تدشين مشروعات كبرى.

- أكد خبراء أن الشركات المدرجة أسهمها في البورصة الأمريكية تفضل توجيه استثماراتها وأرباحها نحو المساهمين بدلا من الموظفين.

فيما يلي مجموعة من أبرز برامج إعادة شراء الأسهم في 2018 التي أعلنتها شركات أمريكية حتى الآن: