الكتاب الاقتصادي الأبرز في 2017.. "50 شيئًا شكلت وجه اقتصادنا الحديث"(2/1)

"الكتابة المسمارية والورق ومحرك الديزل والمحراث والأسلاك الشائكة" قد تبدو تلك الأشياء بلا رابط بينها.
 

غير أن الكتاب الاقتصادي الأبرز لعام 2017 وفقا لشبكة بلومبرج وصنداي تايمز وفاينانشيال تايمز، يرى أن كل ما سبق يندرج ضمن قائمة تشمل 50 عنصرًا شكلت الاقتصاد المعاصر.

والكتاب أتى تحت عنوان "50 شيئًا شكلت الاقتصاد المعاصر" للكاتب "تيم هارفورد"، وذلك بعد أن قدم الكاتب نفسه البرنامج على هيئة حلقات متعاقبة في هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".
 

وجاء الكتاب في قائمة أكثر 20 كتابًا مبيعا على موقع "أمازون" لعام 2017 بما يوضح مدى التجاوب الذي أثاره من المتابعين وسوف نتناوله على جزأين.

المحراث كفى!!

وجاء المحراث في صدارة هذه الـ50، فعلى الرغم من قدم اختراعه واستخدامه في الزراعة إلا أنه لا يمكن تخيل شكل الاقتصاد الحديث دون وجوده.
 

وتحول المحراث إلى آلة كبيرة وليس مجرد أداة يجرها ثور أو يدفعها مزارع، بما أتاح للاقتصاد التحول لاحقًا لظاهرة الإنتاج الزراعي الكبير الذي يحقق الوفرة.

رابحون وخاسرون
 

وتشمل تلك المجموعة عددًا من "الأشياء" التي شكلت ربحًا من جهة للاقتصاد غير أنها لم تخل من آثار سلبية.
 

وشكل " الجرامافون" بداية قدرة الإنسان على تسجيل الأصوات قبل أن تتطور تدريجيًا لتصبح في شكلها الإلكتروني الحالي.
 

ولا شك أنه دون هذا الاختراع فإن صناعات مثل السينما لم تكن لتحقق نجاحًا يذكر، بل إن تطبيقات لاحقة مثل "سكايب" لم تكن لتظهر للوجود.
 

وعلى الرغم من الفائدة التي حققها التسجيل الصوتي، إلا أنه أضر بالعروض الصوتية الحية وبالمسرح بصورة عامة.

أما الأسلاك الشائكة فلا شك كان لها دور كبير في تأمين الحدود وفي الحروب –لا سيما قديمًا.
 

ولذلك كان لها دور في الحد في تحقيق التأمين للعديد من المنشآت والحدود الدولية بما أكسب الاقتصاد استقرارًا وقلل من الكلفة البشرية لحمايتها.
 

غير أن تلك الأسلاك استخدمت أيضًا في الفصل العنصري، وفي إقامة الجدران بين المجتمعات وأبرزها استخدامها في جدار برلين قبل انهياره.
 

وجاء "إعطاء رد الفعل للبائع" ليشكل نقلة نوعية في التجارة، فمن دون وجود آلية تضمن وجود هذا الأمر فإن شركات مثل "إيباي" و"أمازون" لم تكن لتتطور وتعيش ازدهارها الحالي.
 

فتلك الشركات لن يكون لديها القدرة على النمو، لأن هذا الأمر يمكنها من الاحتفاظ بأفضل الموردين والتخلص من البائع السيئ.
 

ويساعد ذلك على ازدهار البيع الإلكتروني في عصرنا الحالي، لأنه يُبقي خدمات شركات البيع المباشر مرغوبة وفي مستوى جيد بالنسبة للمستخدمين.
 

ويرصد الكاتب تأثيرات جوجل الكبيرة على عالم اليوم، فلا شك أن عملاق البحث كان له إسهام كبير للغاية بتمكين العديد من المستخدمين من الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها بسهولة ويسر.
 

غير أن جوجل ومحركات البحث عمومًا كان لها تأثير سلبي بالتحكم فيما يظهر للمستخدم وما لا يظهر له وبترتيب الظهور أيضًا.
 

أما وثائق السفر (جوازات السفر) فجعلت من الممكن أن يتنقل الشخص من مكان إلى مكان ودعّمت تعاون سلطات الدول المختلفة في مجال تنظيم الطيران.
 

وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها حدت من قدرة الأفراد على الانتقال بحرية وجعلت وثائق سفر أقوى من أخرى وفقًا لقوة الدولة المُصدرة للوثيقة.

الروبوت، على الرغم من أن الهدف من تطويره لم يكن واضحًا في بادئ الأمر من الناحية الاقتصادية إلا انه بدأ في احتلال مكانة متميزة في الاقتصاد الحديث.
 

ويرجع السبب وراء ذلك إلى الوفرة التي يحققها في الإنتاج فضلًا عن الجودة، وعلى الرغم من تهديد الروبوت للعمالة البشرية واستقرارها إلا أنه لا يزال حيويًا لازدهار الاقتصاد.
 

ويأتي مفهوم الدولة الراعية ليحتل مكانته في القائمة ويعني أن تتولى الدولة رعاية مواطنيها وتولي النظام الاقتصادي والاجتماعي للبلاد بشكل شبه كامل.
 

ويثير هذا المفهموم الاقتصادي خلافًا كبيرًا حول ما إذا كان أسهم في تحسين الحالة الاقتصادية للدول أم لا غير أنه في نهاية الأمر لا شك أنه أحدث تغييرًا كبيرًا في الاقتصاد.

إعادة تشكيل حياتنا
 

وتضم المجموعة الثانية مجموعة من "الأشياء" التي غيرت شكل حياتنا المعاصرة إلى السمت الذي أصبحت عليه في يومنا هذا.
 

أغذية الرضع، على الرغم من أن الأثر المتخيل لمثل تلك الأغذية اجتماعي بالدرجة الأولى إلا أنها تسمح للكثير من الأمهات بالعودة لسوق العمل في فترة وجيزة بعد الوضع.
 

أما الوجبات الجاهزة وبغض النظر عن انتقاد البعض للقيمة الغذائية التي تقدمها بعض النوعيات من الوجبات الجاهزة إلا أنها أصبحت تشكل جزءا كبيرا من عائدات الاقتصاديات الحديثة.
 

 بل وأصبحت الوجبات الجاهزة بمثابة متنفس يسمح للأسر بالحصول على الوجبات الغذائية بلا إضاعة وقت أو جهد وإن كلفها ذلك مزيدًا من الأموال.
 

وتأتي حبوب منع الحمل لتحتل موقعها في "مُغيرات الحياة"، فقبل ظهور تلك الحبوب كانت وسيلة السيطرة على الإنجاب معقدة وقد تستلزم تدخلًا جراحيًا.
 

أما بعد ظهورها بات الأمر أسهل كثيرًا وبلا آثار جانبية تذكر مع احتفاظ المرأة بقدرتها على الإنجاب بعد انتهاء تناول الحبوب بفترة وجيزة.
 

وعلى الرغم من أن آثار تلك الحبوب كان اجتماعيًا بالأساس إلا أنه كان لها تأثير اقتصادي كبير أيضًا بقدرة المستهلكين الكبيرة على تحديد حجم عائلاتهم بما يتناسب مع قدراتهم المادية .

أما ألعاب الفيديو فقد أظهرت مجالات جديدة للاقتصاد وسمحت لشركات الكمبيوتر ببيع أجهزتها الأحدث باستمرار.
 

وحققت ألعاب الفيديو رواجًا حتى لبعض الأفلام السينمائية بما جعل تأثيرها الاقتصادي يتعدى بكثير مجرد ثمن بيع تلك الألعاب.
 

وجاءت أبحاث السوق بمثابة الثورة في عالم الإدارة فبدلًا من أن يبحث المنتج عما بوسعه أن يقدم للمستهلك، أصبح يبحث عن احتياجات المستهلك لكي يلبيها.
 

 ولا شك أن ذلك أسهم في زيادة كبيرة للغاية في مبيعات أغلب الشركات التي ظلت لعقود تنتج معتمدة على تصوراتها عن رغبات المستهلك وليس على حقيقة تلك الرغبات.
 

وجاء اختراع المكيفات بالأساس بهدف تبريد ماكينات الطباعة لكي تستطيع مواصلة العمل، غير أنها بدأت في التطور تدريجيًا لتشمل مجالات عدة حاليًا.
 

وأصبحت المكيفات تدخل في حياتنا سواء في العمل أو المنزل أو السيارة كما أسهمت في الكثير من الصناعات وفي جعل بيئة العمل أفضل بشكل عام، لتسهم في زيادة الانتاج.
 

ويعتبر ظهور المتاجر الكبرى التي يوجد بها العديد من الأقسام علامة فارقة في الاقتصاد العالمي الحديث، نظرًا لأنها أصبحت علامة لظاهرة "الاستهلاك الكبير" الذي يواجه "الإنتاج الكبير".
 

وأصبح المستهلك قادرًا على الحصول على كافة السلع التي يحتاجها من مكان واحد بما يشجعه على زيادة الاستهلاك بشكل عام لسهولته وقربه منه.

أفكار استثنائية
 

في تلك المجموعة يرصد الكاتب عددًا من الأفكار التي شكلت وسيلة للتقدم الاقتصادي رغم قدم الكثير منها.
 

وفي مقدمة تلك الأفكار تأتي الكتابة المسمارية، فإذا لم تظهر أشكال الكتابة المختلفة وأولها الكتابة المسمارية لم يكن من الممكن للناس أن يتواصلوا بينهم رغم بعد المسافات.
 

وفي عصرنا هذا لا يمكن تصور غياب التواصل عن طريق البريد أو الإنترنت حاليًا (كتابة) بما يجعل هذا الاختراع رغم قدمه الشديد حيويًا ومفصليًا للاقتصاد الحديث.
 

ويأتي نظام التشفير المزدوج في مكانة مميزة بالنسبة للأفكار التي غيّرت طبيعة الاقتصاد الحديث.
 

ويقوم هذا النظام على فكرة إرسال البيانات مشفرة بحيث لا يمكن إلا للجهاز أو البريد الإلكتروني المستقبل للرسالة أن يفك بيانات تلك الرسالة بما يحقق أمانًا استثنائيًا في نقل المعلومات.
 

وسمح هذا النظام لتطبيقات الدفع الإلكتروني وتحويل الأموال وغيرها أن يتم تطبيقها بأمان أكبر، بما أثرى الاقتصاد كثيرًا وجعله أسهل وأيسر.

أن تعلم كل شركة وكل مؤسسة مالية ما لها وما عليها وتستطيع تقديم تقييم مستمر لوضعها المالي وقيمة أصولها وما لها من استحقاقات وما عليها من التزامات.
 

كل ما سبق يوفره نظام القيد المحاسبي المزدوج، وكثير من المعاملات التجارية لم تكن لتتم في غياب هذا النظام المحاسبي.
 

أما ظهور الشركات ذات المسؤولية المحدودة فشكل تحولًا كبيرًا في فكرة أن الشركة يجب أن تكون مرتبطة بشخص محدد (طبيعي).
 

وأصبح للشركة بعد ظهوره كيان أوضح يقوم على شخصية اعتبارية بما سمح بتنامي الأعمال بعيدًا عن سيطرة شخص بعينه عليها.
 

وجاء ازدهار الاستشارات الإدارية لتسمح للشركات بالخروج من ضيق أفق بعض مديريها والتوجه نحو متخصصين بوسعهم أن يروا "الصورة الكبيرة" للأسواق.
 

ويعمل المستشارون الإداريون على توفير النصائح التي تفيد الشركات في الازدهار لا سيما إذا كانت تلك الشركات تعاني تعثرًا ماليًا أو إداريًا.
 

أما الملكية الفكرية وعلى الرغم من أنها تعد مصطلحًا حديثًا نسبيًا إلا أنها أعطت الكثير من الحرية للناس للابتكار والاختراع دون خشية أن يتم سرقة اختراعاتهم ونسبتها لآخرين.
 

وأعطت الملكية الفكرية قدرة غير مسبوقة لأصحابها على تحقيق عائد مادي جراء بيعهم لأفكارهم، بما سمح بتدفق غير مسبوق في الأفكار والابتكارات أسهم في إثراء الاقتصاد العالمي.
 

ويأتي "مترجم لغات الكمبيوتر" آخرًا وليس أخيرًا في قائمة الأفكار الاستثنائية التي سمحت للاقتصاد الحديث بالنمو والتشعب.
 

وفكرة هذا الاختراع تقوم على ترجمة لغات الكمبيوتر إلى بعضها البعض ودون هذا "المترجم الإلكتروني" فإن التواصل بين برامج وأجزاء الكمبيوتر سيكون مستعصيًا.
 

ويكفي فقط أن تعلم أن تنزيل نسخة من برنامج "ويندوز" على جهاز حاسوب سيستغرق 5000 عام من العمل، بسبب عجز التواصل بين نظام التشغيل الأساسي للحاسب وبرنامج "ويندوز".