نبض أرقام
12:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"غاندي" جديد.. كيف توظف الهند التقنيات الحديثة في إطعام 1.3 مليار شخص؟

2019/11/10 أرقام

يعتمد مئات الملايين من سكان الهند بشكل أساسي على الزراعة للحصول على الطعام وكسب قوت عيشهم، بيد أن الكثير من المزارعين يعانون من خسارة المحاصيل بسبب الأمراض النباتية وعدم القدرة على التسويق والتوزيع، وهو ما تحاول الشركات الناشئة معالجته.

 

 

تستند الشركات الناشئة في الهند إلى طفرة استخدام الجوالات التي تشهدها البلاد، حيث توظف الجوالات الذكية والإنترنت في مساعدة المزارعين في عمليات الإنبات والحصاد والبيع بكفاءة أكبر.

 

ورغم تمتع الهند بالاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية الأساسية، فإنها تواجه تحديًا مستمرًا لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، ويتركز في البلاد نحو ربع سكان العالم ممن لا يحصلون على الغذاء الكافي، وتُعد موطنًا لأكثر من 190 مليون شخص يعانون من سوء التغذية.

 

تجربة فريدة

 

- يقول "ريكين غاندي" المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ"ديجيتال غرين"، وهي مؤسسة اجتماعية بدأت كمشروع بحثي تدعمه "مايكروسوفت"، إن هناك الكثير من التمويل والمواهب المتوافرة لمساعدة المزارعين عن طريق التقنيات الحديثة.

 

- بدأت "ديجيتال غرين" نشاطها من خلال مساعدة المزارعين على إنتاج مقاطع فيديو حول أفضل الممارسات والنصائح التي يمكن مشاركتها في مجتمعاتهم، وتحميلها على "يوتيوب"، وإنشاء قاعدة بيانات قابلة للبحث.

 

- يلجأ حاليًا أكثر من مليون مزارع في جميع أنحاء الهند لهذه المقاطع، ووفقًا لـ"غاندي"، نمت أعمال "دجيتال غرين" من كيان يشغله ثلاثة أشخاص عام 2006، إلى نشاط به أكثر من 150 موظفًا، ويوجد في سبع دول.

 

 

- أطلقت المؤسسة تطبيقين جديدين، الأول وهو "لوب"، ويقول عنه "غاندي" إنه بمثابة "أوبر المزارعين" لنقل الفواكه والخضراوات الطازجة إلى السوق، حيث يُدخل المزارعون عناوينهم ونوع وكمية المحصول الذي سيتم شحنه بواسطة مركبات النقل إلى أقرب سوق أو محل بقالة.

 

- التطبيق الثاني "كيسان دايري"، الذي استمد اسمه من كلمة هندية تعني "مزارع"، ويساعد المزارعين على تتبع إنتاجهم ومبيعاتهم وأرباحهم، ويقول "غاندي" إن كلا التطبيقين أضاف نحو 10 آلاف مستخدم خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

محطات تاريخية للمؤسسة

 

- بعد تأسيسها بالتعاون مع "مايكروسوفت"، أصبحت "ديجيتال غرين" مؤسسة غير ربحية مستقلة عام 2008، وشكلت في العام التالي أول فريق للتواصل مع المزارعين ومساعدتهم، وحينها تلقت أول حزمة مساعدة من مؤسسة "بيل ومليندا غيتس".

 

- بحلول عام 2012، كان بمقدور المؤسسة الوصول إلى 60 ألف مزارع في جميع أنحاء الهند بالتشارك مع مؤسسات غير حكومية، لكنها تعاونت منذ ذلك الحين مع الجهات الحكومية المعنية بالريف بالهندي، ووسعت نشاطها ليشمل المجال الصحي والتغذية.

 

 

- بدءًا من عام 2013، توسعت "ديجيتال غرين" خارج الهند، ودشنت مكاتب لها في بلدان مثل إثيوبيا وغانا، وفي العام التالي بدأت استخدام قنوات تواصل مختلفة، منها الراديو والجوالات والتلفزيون في إثيوبيا.

 

- في عام 2016، بلغ عدد المزارعين المتعاونين مع المؤسسة مليون مزارع في 12 بلدًا إفريقيًا وآسيويًا، ورغم التركيز على البلدان النامية، افتتحت المؤسسة مكتبًا لها في سان فرانسيسكو للتأكيد على الجذور التقنية لنشاطها.

 

طبيب المحاصيل

 

- بينما تساعد "ديجيتال غرين" المزارعين على إنتاج المحاصيل ونقلها وبيعها، يركز "بلانتيكس" على علاجها، وهو تطبيق أطلقته شركة "بيت" الألمانية عام 2015، ويتركز 80% من مستخدميه النشطين، البالغ عددهم 1.1 مليون شخص شهريًا، في الهند.

 

- يستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأمراض التي تصيب المحاصيل، حيث يمكن المزارعين من تحميل صور باستخدام جوالاتهم الذكية لتشخيص الحالة ووصف العلاج، كما يقدم شرحًا عن المبيدات الحشرية والأسمدة.

 

 

- يقول مسؤول التوسع الدولي لـ"بلانتيكس"، "أكشات ميتال": نأمل أن نصبح مستشار المزارعين الموثوق به طوال دورة المحاصيل، التطبيق قادر حاليًا على التعرف على أكثر من 450 مرضًا لـ50 محصولًا مختلفًا، ومع استمرار تدفق الصور إلينا، تتحسن خوارزميتنا.

 

- تقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إن ما يتراوح بين 20% و40% من جميع المحاصيل الزراعية العالمية تضيع كل عام بسبب آفات النباتات والأمراض التي يتم التعامل معها بشكل صحيح.

 

- يحاول "بلانتيكس" تقديم الإرشادات اللازمة للمزارعين الذين لا يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى الاستشاريين البشريين، وبعد 3 سنوات من إطلاقه استطاع التطبيق بلوغ محطة المليون مستخدم، يتركزون (بعد الهند) في مناطق مثل البرازيل والشمال الإفريقي.

 

طفرة الجوال والإنترنت

 

- كل من "ديجيتال غرين" و"بيت" اعتمدتا على طفرة الجوالات الذكية في سبيل بلوغهما النجاح في الهند، فخلال عام 2011 كان هناك أقل من 50 مليون مستخدم للجوالات الذكية في البلاد، لكن هذا العدد قفز الآن إلى أكثر من 400 مليون مستخدم.

 

- يقول "ميتال": قبل خمس سنوات، لم يكن هناك الكثير من الجوالات الذكية، وإذا عدنا إلى ذلك الوقت، فلن تكون هناك حلول مثل هذه، انتشار الجوالات المتطورة كان ضروريًا للغاية لظهور منتج مثل "بلانتيكس".

 

 

- ساعد انخفاض تكلفة الوصول إلى الإنترنت أيضًا، حيث تراجع سعر الاتصال عبر الجوال من 3 دولارات للجيجابايت في عام 2016 إلى أقل من 20 سنتًا، بفضل شركة "ريلاينس جيو" التي أتاحت خدمات الجيل الرابع بأسعار رخيصة.

 

- يقول "غاندي": قناة "ديجيتال غرين" على "يوتيوب" سجلت نحو 50 مليون مشاهدة، لكن جزءًا كبيرًا من هذه المشاهدات لم يتحقق حتى عام 2017، في الحقيقة، هناك نحو 48 مليون مشاهدة تم تسجيلها على مدار العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، بفضل "جيو" وطفرة استخدام الجوالات الذكية.

 

- وفقًا لتقرير صادر عن جمعية "ناسكوم" الرائدة في مجال التقنية في الهند، فإن البلاد لديها الآن أكثر من 450 شركة ناشئة للتقنيات الزراعية، والتي يُعتقد أنها تقود ثورة للحفاظ على اكتفاء البلاد الذاتي من الإنتاج وتحقيق الوصول اللازم إلى الأسواق والمستهلكين.

 

المصادر: سي إن إن، الموقع الرسمي لـ"ديجيتال غرين"، فاست كومباني

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.