نبض أرقام
12:17 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا ينسب الفضل في ثورة الجوالات الذكية إلى "جوجل" وليس "آبل"؟

2019/08/19 أرقام

كان الرئيس التنفيذي السابق والمؤسس المشارك لـ"آبل"، "ستيف جوبز" يشعر بغضب شديد عندما أخبر كاتب سيرته "والتر آيزاكسون" أنه سيقضي آخر أنفاسه حتى الموت، وينفق كل سنت لدى الشركة، سعيًا لتصحيح الخطأ، بحسب تقرير لـ"بزنس ويك".

 

 

الخطأ الذي يقصده، هو نظام تشغيل الجوالات الذكية "أندرويد" الذي تقدمه "جوجل" مجانًا، ويمكن المصنعين من طرح أجهزة شبيهة بـ"آيفون"، وخلال إدارة "جوبز" رفعت "آبل" دعوى قضائية ضد ما قالت إنها محاولات إنهاء وجود "آيفون".

 

وكان "جوبز" واضحًا جدًا بخصوص جهوده وتحركاته القانونية، حيث جاء على لسانه في عام 2010، أنه توعد بتدمير نظام التشغيل "أندرويد".

 

"جوبز" يخفق في كبح الثورة

 

- لحسن حظ العالم، فشل "جوبز" في الوفاء بوعيده، سواء على صعيد الساحة القضائية أو السوق، فمن دون "أندرويد" ربما بقيت الجوالات الذكية كما كانت في عهده؛ تقنية رائعة تقتصر في الغالب على المناطق الغنية نسبيًا من العالم مثلما كانت الحواسيب.

 

- بدلًا من ذلك، يشكل الجوال الذكي الآن فرعًا جديدًا للتطور التقني، وقوة دافعة تقود بقية العالم إلى فضاء الإنترنت، لقد مر عقد من الزمان على طرح أول جوال "أندرويد" رئيسي وهو "سامسونج جالاكسي"، والآن نحو نصف سكان العالم يمتلكون جوالًا ذكيًا.

 

- قليل من الأدوات الاستهلاكية استطاعت تحقيق هذا الانتشار بسرعة مشابهة، ورغم أن "آبل" أشعلت ثورة الجوالات الذكية الحديثة، لكن في الحقيقة كان "أندرويد" العنصر الأساسي الذي جعل هذه الأجهزة منتشرة في كل أرجاء العالم.

 

 

- ربما كان ليحدث كل ذلك حتى لو لم يكن "أندرويد" موجودًا، لكن على الأرجح، كان سيستغرق الأمر وقتًا أطول كي تحقق الجوالات الذكية والإنترنت هذا الانتشار الواسع، وقد يتوقف الاعتماد على الإنترنت عند مستوى أقل مما هو عليه الآن بكثير.

 

- عندما أطلق "جوبز" حملته ضد "أندرويد"، كان "آيفون" يشكل نحو 15% من سوق الجوالات الذكية البالغ حجمه 175 مليون جهاز حول العالم خلال العام السابق، بعد سنوات ظلت حصة الجوال كما هي في سوق تضخم حجمه إلى 1.4 مليار جهاز عام 2018، مقابل 80% لـ"أندرويد".

 

ابتكار استثنائي والفضل لـ"جوجل"

 

- ثلاث قوى رئيسية منعت السيناريو السيئ لسوق الجوالات الذكية، وهي "جوجل" بترساناتها من البرامج والخدمات، وعملاق الإلكترونيات الكوري الجنوبي الذي انتفض من سباته الطويل "سامسونج"، وأخيرًا تحقيق الصين نهضة اقتصادية مذهلة ما عزز شهية مستهلكيها لمثل هذه الأدوات المغيرة للحياة.

 

- من المحتمل أن يحكم نموذج القيادة والسيطرة الذي تتبعه "آبل" ما هو الجديد في عالم التقنية، سواء كان سيارات يقودها الحاسوب أو نظارات تعكس الواقع الافتراضي أمام عيني مرتديها، لكن ربما لن يرى العالم شيئا مماثلا لـ"أندرويد" هذه المرة.

 

 

- ربما احتاج الأمر لخبير ومتنبئ متفائل للغاية ليتوقع ثورة الجوالات الذكية هذه عندما اشترت "جوجل" شركة ناشئة تسمى "أندرويد" عام 2005، لكن بعد طرح "آيفون" في 2007، سارعت "جوجل" لإتاحة نظامها مفتوح المصدر دون تكلفة مباشرة على المصنعين.

 

- كما كان ذكاء "جوجل" وسرعة بديهتها سببًا في انتشار نظام "أندرويد" ومعه اكتسبت ثورة الجوالات زخمًا قويًا، تمكنت الشركة أيضًا من تحقيق الأرباح عبر خدمات الإعلان التي أوصلتها إلى الأجهزة العاملة بنظامها.

 

- فجأة، جعل جوال "آيفون" الهاتف المحمول الذي يمتلكه المستهلك أكثر أهمية من الخدمة التي يستهلكها، وأرادت شركات الاتصالات الخلوية التي تمكنت طويلًا من إملاء تعليماتها بخصوص مظهر الهواتف ووظائفها استعادة هيمنتها السابقة.

 

"أندرويد".. ملاذ الشركات

 

- في بداية ثورة الجوالات الذكية، لم يكن لدى الشركات المصنعة مثل "موتورولا" إجابة قوية على تصميم جهاز "آيفون" وشعرت بالقلق إزاء احتمالات زوالها من السوق (بعضها حدث له ذلك بالفعل).

 

- حتى "جوجل" شعرت بالخوف من هيمنة "آبل" أو غيرها على سوق الجوالات الذكية الواعد وعرقلة الوصول إلى محركها البحثي، لكن "أندرويد" بدا حلًا أنيقًا وملائمًا لكل هذه المشكلات، أو على الأقل مضاد للقلق، والفضل يرجع لـ"جوجل" في ترك الباب مفتوحًا أمام بدائل "آيفون".

 

 

- مع "أندرويد"، يمكن لأي شركة لتصنيع الجوالات إنتاج هواتف ذكية مثل "آيفون"، وإن أرادت، فيمكنها إعادة تصميمه لتضع علامته عليه كمنتج خاص بها، ولم يعد على منتجي ألعاب الفيديو ونغمات الرنين والبرامج الأخرى إنشاء كمية إصدارات هائلة العدد معدلة وفقًا لكل نظام تشغيل.

 

- دخل أول جهاز "أندرويد" إلى السوق بعد 18 شهرًا من صدور "آيفون"، وتحديدًا في أواخر عام 2008، لكنها هذه الأجهزة بدت مملة في البداية، قبل أن تتحسن وتبدأ في إعجاب المستهلكين.

 

- في البداية كانت أجهزة "موتورولا" هي الرائدة، وكان هناك ظهور جيد للوافد الجديد نسبيًا "إتش تي سي"، بيد أن "سامسونج" هي من اصطحبت جوالات "أندرويد" إلى مستوى آخر من الجودة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.